أكد الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية أن تظاهرات وسط القاهرة الرافضة لحكم براءة الرئيس الأسبق حسني مبارك أسفرت عن وقوع حالتي وفاة و13 مصابا بينهم حالات حرجة. وأكد عبد الغفار أن المصابين تم نقلهم إلى مستشفيات (الهلال «7 حالات»، والمنيرة «3 حالات»، والقصر العيني الفرنساوي «حالة واحدة»، والقصر العيني القديم «حالتين»)، مشيرا إلى وجود حالات حرجة بين المصابين. وأضاف أن حالتي الوفاة، حالة بمشرحة مستشفى القصر العيني القديم، والأخرى بمشرحة مستشفى الهلال. وأوضح المتحدث أن هناك 4 حالات من المصابين تم خروجهم من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج واستقرار حالاتهم. وكانت اشتباكات قد وقعت بين قوات الأمن ومتظاهرين أثناء فض تظاهرة نظمها بعض أفراد القوى الثورية والألتراس احتجاجا على حكم محكمة الجنايات ببراءة مبارك وباقي المتهمين في محاكمة القرن. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بالقصاص للشهداء وإعدام مبارك ورموز نظامه، كما رددوا هتافات ضد القضاء والنظام الحالي، مطالبين القوى الثورية للاصطفاف والتوحد للحفاظ على مطالب ثورة يناير، ومحاكمة قتلة الثوار وأعداء الثورة على حد وصفهم. ودعت بعض القوى الثورية والسياسية أعضاءها ومتابعيها إلى النزول لميدان عبد المنعم رياض والانضمام للمتظاهرين المتواجدين بالميدان احتجاجًا على أحكام البراءة بمحكمة القرن. ودعت حركة 6 إبريل لتنظيم مظاهرة كبرى احتجاجاً على أحكام براءات مبارك ورموز نظامه، وأصدرت الحركة بياناً انتقدت فيه الحكم الصادر اليوم ببراءة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه وعدد من معاونيه، معتبرةً أن اليوم يمثل فصلًا جديدًا ويومًا لن يمحي من ذاكرة التاريخ ويعيد البلاد إلى ما قبل 25 يناير. ووجهت الحركة رسالتها، إلى «أبناء مبارك»: «ارقصوا وافرحوا فهو وقت فرحكم». فيما وجهت رسالة إلى ثوار 25 يناير قالت فيها :»يا ثوار يناير القابضين على جمر الثورة إننا على عهدنا لا نعرف الطريق الذي سينتهجه الآخرون، ولكن بالنسبة لنا إما الحرية والقصاص أو الموت!.. المجد للشهداء المجد لمن قال لا في وجه من قال نعم والعار على من وجه أسلحته في وجه أطهر شباب الوطن». من جانبه أكد اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية المصرية أن التقارير الأمنية رصدت محاولة عناصر تنظيم الإخوان استغلال غضب البعض من أحكام البراءة التي أصدرتها محكمة جنايات القاهرة للرئيس الأسبق حسنى مبارك، وباقي المتهمين في حاكمة القرن، لإثارة الفتنة والفوضى في الشارع المصري. وأوضح اللواء عبد اللطيف أن عددا من عناصر تنظيم الإخوان استغل التجمع الذي شهده ميدان عبد المنعم رياض، واندسوا وسطه لمحاولة إثارة المشاركين فيه ضد قوات الأمن، ولكنهم رفضوا مما أدى إلى وقوع مناوشات لفظية بينهم. وشدد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية على استمرار حالة الاستنفار الأمني في صفوف كافة القطاعات بوزارة الداخلية بالتنسيق مع القوات المسلحة لتحقيق الأمن والاستقرار في الشارع المصري، والتصدي لكل حسم لأي صورة من صور الخروج عن القانون. وكان تحالف «دعم الشرعية» المناصر لجماعة الإخوان المسلمين، قد دعا أنصاره والثوار إلي التظاهر والاصطفاف الشعبي، خلف لواء ثورة 25 يناير في مواجهة ما أسماه ب»عودة رموز نظام مبارك». وأعلن التحالف، في بيان رسمي عقب الحكم ببراءة الرئيس المخلوع مبارك ونجليه وعدد من معاونيه، بدء جولة مشاورات لعقد اجتماع مشترك مع قوي ثورية لدراسة الأمر والتداول فيما هو قادم. واعتبر البيان حكم البراءة، بمثابة «رصاصة الرحمة التي أسقطت مؤسسة القضاء». قي غضون ذالك قال فريد الديب محامي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، إن موكله سيصبح حرًا طليقًا لأنه أمضى عقوبة السجن في قضية قصور الرئاسة خلال مدة الحبس الاحتياطي التي تجاوزت مدة الحكم. من جانبه قال مصدر قضائي مطلع إن مبارك عاد إلى المستشفى العسكري بالمعادي، لحين احتساب النيابة العامة مدة حبسه الاحتياطي ومقارنة تلك المدة بالحكم الصادر ضده بالسجن 3 سنوات في قضية قصور الرئاسة. ويُشار إلى أن محكمة النقض تنظر جلسة الطعن على حكم قصور الرئاسة 13 يناير. وقال خالد داوود المتحدث الرسمي باسم حزب الدستور أن الأحزاب السياسية التي نتجت عن الثورة ستتقدم ببلاغات جديدة لتوجيه اتهامات لمبارك لا تتعلق فقط بمسائل جنائية، بل بتهم الفساد السياسي. وأضاف قائلاً: «كان لدينا أمل في إدانة مبارك من أجل القصاص لأرواح الشهداء الذين توفوا في يناي»، مشيرا إلى أن الشعب المصري أصدر حكمه منذ 4 سنوات على مبارك عندما ثار وأسقط نظامه وليس الآن. واعتبر داوود أن التهم الموجهة إلى مبارك من الشعب المصري لم تقتصر على التورط في فساد أو الحصول على بعض الفيلات دون وجه حق، فالقضاء الجنائي لن يجيب على تراجع التعليم والصحة والفساد وتزوير الانتخابات في عهده.