الرمل الذائب من فرط سكونه يمنح الحياة بعد مطر همى ليل البارحة.. للرائحة البكر فرصة أن تتكون، وللغضاة الوارفة أن تنفح العابرين جذل شميمها العَطِرْ. **** المطر وإن غمر (خابية الرمل) لا تأمن جانبها أيها الراحل في أعماق الرمل.. فهي وإن أطرقت بصمت فثق أنها تُعدُّ مكيدة لعابر يجهل تضاعيف المفازة، وعنادها المكابر. **** لا يستر وهج الشمس في الفلاة سوى صبر الراعي على التحمل .. فَظِلُّ جمله قد يكون هو الملاذ حينما تنأى الشجيرات بظلها عن الرعاة في تعامد ظهيرة مع يوم قائظ. **** سِحَنْ الرعاة لها هيئات عجيبة، فلم يعد وهج الشمس من يلون أجساد الرعاة والعابرين لتضاعيف الرمل، إنما باتت الألسن - الآن - هي ما تستطيع من خلالها أن تميز بين الغريب عن الصحراء والقريب منها. **** حينما تزهر الأمكنة، وتضوع الورود الربيعية بهاء عطرها في فلاة قفر تأكد أن الحياة هنا عابرة، وقد اقتربت من نهايتها، فما بعد ينعة الأزهار إلا ذبولها المحتمل.