انتهت المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة التونسية وبانتظار اعلان نتائجها، سارعت بعض مراكز استطلاعات آراء الناخبين بعد ادلائهم بأصواتهم باعطاء الأسبقية إلى الباجي قائد السبسي، والذي أعطته 45 بالمئة من الأصوات، ومنافسه المنصف المرزوقي، وهذا يعني أن على التونسيين أن يخوضوا مرحلة ثانية من الانتخابات، وهذه المرة بين من حصل على أعلى الأصوات قائد السبسي والمنصف المرزوقي وهذا ما يدعو إلى صعوبة التكهن بمن سيحصل على منصب الرئاسة، وان كانت المؤشرات تشير إلى مواصلة الباجي قائد السبسي التقدم في ظل حيادية أنصار حزب النهضة الذي وان مال بعضهم للمنصف المرزوقي إلا أنهم لن يصوتوا جميعاً له، فيما يحظى السبسي بتأييد جميع مؤيدي التيار البورقيبي والحزبيين من التجمع الدستوري السابق وأنصار الرئيس زين العابدين بن علي اضافة إلى نسبة كبيرة من المتخوفين من عودة النهضة تحت عباءة المنصف المرزوقي. والذي يساعد الباجي قائد السبسي على التقدم أكثر هو حالة التردد التي تسود أنصار النهضة الذين لا يرون في المنصف المرزوق مرشحاً مفضلاً لهم، في حين يحظى الباجي قائد السبسي اضافة إلى أنصار الرئيسين السابقين بورقيبة وبن علي معظم المثقفين والليبراليين واليساريين وهم نسبة كبيرة قد ترجح فوزه والوصول إلى أكثر من 51 بالمئة من أصوات الناخبين، فالدكتور المنصف المرزوقي خسر كثيراً جراء تحالفه مع حزب النهضة، ويحمله كثير من التونسيين نسبة من التدهور الأمني والتراجع الاقتصادي ووضع تونس في شبه عزلة عربية بإطلاقه تصريحات ضد بعض الدول وخاصة مصر وبعض الدول الخليجية، إذ إن المنصف المرزوقي لم يستطع الفصل بين منصبه كرئيس للجمهورية التونسية وكونه ناشطاً حقوقياً، وهو ما ظهر في تصريحه عن الوضع في مصر واحتجاجه على سجن الرئيس المعزول محمد مرسي، وهو تصريح اعتبرته مصر تدخلاً فجاً في شؤونها الداخلية، كذلك انتقدته كثير من الدول العربية واتهمته بوقوعه تحت مظلة حزب النهضة أحد أجنحة حزب الإخوان المسلمين، وبالتالي يتبنى مواقف حزبية لا تخدم تونس، ولعل هذا أحد أسباب ابتعاد الليبراليين واليساريين وحتى القوميين التونسيين عن المنصف المرزوقي واتجاههم إلى الباجي قائد السبسي الذي يعطي الأمل لكثير من التونسيين بعودة تونس إلى وضعه السابق كدولة لا تنحاز لأي جهة دولية أو عربية، وانما تتبع بوصلة المصالح التونسية. حتى الآن وحسب آراء المحللين التونسيين تتجه فرص الفوز للباجي السبسي مع عدم تجاهل فرص المنصف المرزوقي خاصة إذا ما وجد دعماً شاملاً من أنصار النهضة والجماعات الإسلامية الأخرى والمعادين لعودة ما يسمونهم ب(أزلام) بن علي.