لم يسدل الستار بعد على فعاليات النسخة الثانية والعشرين من بطولات كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 22) والتي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض حاليا، ولكن النسخة التالية (خليجي 23) فرضت نفسها بقوة على أجواء البطولة الحالية بعدما أصبح مصيرها مجهولا بشكل كبير.واستقر رؤساء الاتحادات الخليجية واليمن والعراق قبل أيام على إقامة البطولة الجديدة في مدينة البصرة العراقية التي كانت مرشحة أيضاً لاستضافة النسختين الماضيتين ولكنها فقدت هذه الفرصة بسبب الأوضاع الأمنية في العراق والحظر الذي فرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على المباريات الدولية سواء الودية أو الرسمية ومنع إقامتها في العراق. ومع استمرار هذا الحظر وتأكيد الجانب العراقي على ضرورة الحصول على فرصة استضافة البطولة، لم يجد رؤساء الاتحادات الخليجية واليمن والعراق لكرة القدم سوى منح البصرة هذا الحق ولكن بشرط رفع الحظر من قبل الفيفا في غضون ثلاثة شهور فقط من الآن أو تنتقل البطولة تلقائياً للكويت طبقاً للترتيب المتعارف عليه في الاستضافة بين دول الخليج واليمن والعراق. وفي ظل صعوبة رفع هذا الحظر نظراً للأوضاع التي يعيشها العراق منذ فترة طويلة والتي لم تتغيّر بشكل جذري يبشّر بإمكانية رفع هذا الحظر، تبدو فرصة البصرة في استضافة هذه النسخة أيضاً فرصة ضئيلة تحتاج إلى تحرك سريع وربما معجزة لتتحقق وتصير الفرصة واقعاً. وإضافة لهذا الحظر، يعاني العراق من عدم توافر الملاعب الجاهزة بالفعل للاستضافة رغم تأكيدات مسؤوليه على استعداد البصرة للاستضافة. في نفس الوقت، تواجه النسخة الجديدة (خليجي 23) مأزقاً آخر يتمثَّل في عدم استعداد الكويت فعلياً لاستضافة هذه البطولة بسبب عدم جاهزية ملاعب الكويت بالشكل الذي يضمن نجاح البطولة. ويضاعف من صعوبة الوضع على الكويت أن البطولة ستقام في مطلع عام 2016 أي بعد 14 شهراً فقط مما يقلّص من فرص تجهيز الملاعب لهذه البطولة، بل إن الانتظار لحين انتهاء المهلة الممنوحة للعراق سيقلّص هذه الفترة لأقل من عام واحد وهو ما يضاعف من صعوبة الموقف على الكويت ويضع النسخة الجديدة في مهب الريح. وكتب ماجد الخليفي، رئيس تحرير مجلة «إستاد الدوحة»القطرية، في مقاله أمس الأول السبت أن العراق ليست جاهزة وكذلك الكويت مما يجعل قطر هي البديل الأقرب والمتاح الذي لن يجد صعوبة في التجهيز السريع للاستضافة في ظل وجود الملاعب الجاهزة للبطولة. وإضافة لجاهزية الملاعب، فإن ترتيب الاستضافة ينقل البطولة إلى قطر في حالة عدم استضافتها في العراق أو الكويت. ولكن إذا كان الحظر المفروض على العراق ظرفاً قهرياً يحول دون استضافته للبطولة في حالة عدم رفع الحظر، فإن من حق الكويت أن تتمسك بالاستضافة وهو ما قد يضعها في صراع مع الزمن للكفاح على جبهتين إحداهما إعداد وتجهيز الملاعب والأخرى إعداد منتخب قادر على المنافسة في هذه الفترة الوجيزة. وإذا كانت مهمة تجهيز الملاعب في غاية الصعوبة فإن التحدي الأصعب سيكون هو تجهيز المنتخب القادر على المنافسة لاسيما بعد الخروج المهين للأزرق من الدور الأول في خليجي 22 وبعد هزيمة قاسية صفر / 5 أمام المنتخب العماني وهو ما يعني أن الجماهير الكويتية لن تقبل إلا باللقب في حالة استضافة البطولة ببلادها في مطلع 2016 . وفي حال تخلي الكويت عن حق الاستضافة لقطر كتبادل بين خليجي 23 و24، فإنها قد تواجه مأزقاً أكبر في حالة رفع الحظر فيما بعد عن العراق ومطالبة أسود الرافدين بحقهم في الاستضافة مجدداً. ولهذا، تبدو خليجي 23 في مهب الريح بينما تنتظر خليجي 22 البطل الجديد لمنطقة الخليج العربي يوم الأربعاء المقبل.