في مجتمعنا هناك تناقضات كثيرة يمارسها الكثير من الناس، هذه التناقضات جاءت بناءً على عادات وتقاليد وموروثات سلوكية. حتى أصبحت نظاماً اجتماعياً القليل من الناس من يتجاوزه أو يقلل من شأنه. الزواج جزء من هذا النظام. الزواج في ديننا الإسلامي مبنيّ على عقد اسمه «عقد الزواج»، وبمجرّد أن يتمّ هذا العقد بين رجل وامرأة يقول الله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ). الفتى (الشاب) يستطيع أنْ يُصرح ويقول: زوّجوني، أريد أنْ أتزوّج. الفتاة (البنت) شبه مستحيل أنْ تصرح وتقول أريد أنْ أتزوّج. هناك مئات آلالف من الفتيات يقبعن خلف جدران منازلهن ولا يستطعن مصارحة آبائهن أو أمهاتهن بالرغبة في الزواج. لماذا يحق للفتى ولا يحق للفتاة. كما هو معروف هناك مُتطلبات عند الشاب والفتاة وهذه الحاجات هي نفسية وجسدية واجتماعية. فلماذا نسمع ونفرح ونغضب ونزعل حين التصريح بالزواج. أعتقد أنّ الكثير منا سمع أو يعلم بمقولة «اخطب لبنتك قبل لا تخطب لولدك» هذه المقولة بحاجة إلى حملة توعوية في المجتمع، قال تعالي {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}. هل يحق للفتاة أنْ تلمِّح لوليِّها برغبتها بالزواج؟ مرة أخرى اخطب لبنتك على الآباء والإخوان والمحارم حين يتعرّف أو يعرف شاب (كفيء) بجميع ما تحمل الكلمة من معني أن يعرض عليه الزواج بطريقة غير مباشرة بطريقه مهذبة حضارية لا تخدش الحياء وبصورة سريه، فهناك آلالف العوانس يقبعون خلف الأسوار العالية. دعوني أذكر البعض ببعض التناقضات التي يمارسها بعض الناس، بعض الفتيات حين تسافر غرباً أو شرقاً تتحجب وحين تعود للوطن تُغطي وجهها لماذا؟ الشباب حين يسافر هناك يلتزم بقواعد المرور وهنا البعض يقود سيارة على الرصيف. والمزيد التي تعرفها لا أريد أن أتعمق فالتناقضات كثيرة. هذا مثال حي أنا فتاة وأرغب بالزواج فكيف أصارح أهلي؟ من إجابة الدكتور عبد العزيز الأحمد: (إن الأب العاقل والأم العاقلة.. ينبغي أن يهتما اهتماماً بالغاً بالسير والبحث عمن يناسب البنت.. ومصارحته.. وبذلك فإن لم يستطيعا.. يوصيان وسيطاً لإتمام ذلك.. وإني أخاف على الوالدين ولاسيما الأب من العقاب الشديد جراء إهماله البحث عن رجل مناسب لموليته وهو غافل لاه ينتظر من يطرق الباب. ولا بأس أن يقوم بهذا الدور الأخ الأكبر أو الأعمام أو الأخوال). الابتعاد عن (والله سألنا عن الرجل وقالوا ما عليه). المصارحة والشفافية والقرب من الفتاة التي في سن الزواج سوف تسمع الأم ما يدور في داخلها فلا تتجاهله، التجاهل طريق العنوسة ونحن لا نريد عنوسة والتي تجاوزت 2 مليون عانس بالمملكة، وأكد بعض الاختصاصيين أنه رقم كبير ومخيف، وينذر بكارثة اجتماعية إن لم توجد الحلول الجذرية لهذه الظاهرة. من حق الفتاة أن تطلب الزواج لكن بحدود الأدب والقيم الإسلامية، ومن حقها أن ترفض الزواج وليس للأهل إجبارها على من لا ترضاه زوجاً لها. أخيراً أتمني أنْ يأتي اليوم الذي تتلاشي فيه ظاهرة العنوسة وتكون بخبر كان، وأتمنى من أولياء الأمور أن يقتربوا أكثر من بناتهم ويعرفوا ما في داخلهم فالحياة جميلة حين نسعى للخير للآخرين.