لا اعلم إن كان حديثي عن المراعي يعد تسويقا غير أنني متأكد أنهم لا يحتاجون إلى ذلك فهم منظومة عمل متكاملة وصاحب انتشار واسع بفضل ما يحققونه من التزام مهني أخلاقي بجودة عملهم ومنتجاتهم، غير أن الحديث عن المراعي كماركة مسجلة اليوم ليس من باب التسويق التجاري بل هو من باب التسويق التثقيفي التعليمي، لأن هذه الخبرات والمخططات التي جعلت من هذه المؤسسة الوطنية السعودية العالمية نموذجا رائعا في مجال الأعمال لا بد وان توضع لتكون في متناول اليد ويستفيد منها المجتمع ككل، اليوم نقف أمام خطوة جديدة تم انجازها وهي أكاديمية المراعي للمبيعات، والتي تعنى بتعليم وتأهيل الشباب السعودي على التعامل مع عاملي الجودة والالتزام كعوامل رئيسية لتحقيق النجاح، أكاديمية المراعي الجديدة للمبيعات، يكفي أن تقرأ تصريحات الرئيس التنفيذي المهندس عبدالرحمن الفضلي بخصوص هذه الأكاديمية لتجد نفسك محتاراً هل هذه شركة ربحية أم مؤسسة تعليمية. هذه حقيقة علينا الإقرار بها انك عندما تصل إلى القمة فإن الفائض لديك من الخبرات والقدرات لا يمكنك الاحتفاظ به لأنك ستصل إلى نتيجة التكدس وإضاعة الفرص البديلة للاستفادة الكاملة، ومثل المراعي الكثير من المؤسسات والشركات الوطنية السعودية التي وصلت إلى مثل هذه المرحلة ولكن كم عددها التي تقوم بمثل هذه التوجهات التي تقوم بها المراعي، لن أذكر العدد ولكن أجزم أنه عدد ضئيل جدا مقارنة بالحجم التي تغطيها هذه الشركات من حيث الإنتاجية والخبرات والانتشار، وهذا يقودنا إلى فكر آخر وهو جديد في تطبيقه في المملكة ألا وهو ماذا بعد؟ نعم ماذا بعد النجاح والاستقرار وتحقيق الأهداف الربحية، هل هو البقاء على ما أنت عليه من باب المحافظة على ما هو قائم، أما التقدم خطوة إيجابية نحو تطوير المجتمع ككل والاقتصاد بشكل خاص، الاحتكارية قد تكون مقبولة في مرحلة معينة ولكن عند الوصول إلى القمة فان الاحتكارية تجعل التطور تقليدي وبطيء جدا، القمة تتسع للجميع ومستويات التنافس كلما زادت من حيث النوعية كلما زادت الربحية، مفاهيم خلقها الإطار العام الحديث للتطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم مؤخرا. المراعي أسست أكاديمية لكن الحقيقة تقول إن المراعي هي بحد ذاتها أكاديمية، لديها معلمها الخاص والذي هو أيضا ليس شخصية فردية بل مؤسسة متكاملة من حيث التخطيط والأداء، صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، هو التخطيط السليم واستشراف المستقبل، هذا ما تقوم به المراعي والذي أنجزته في فترة زمنية بسيطة جعلتها تمضي قدما نحو التميز والريادة، سمو الأمير كشخص بذاته طموح لكنه كمؤسسة منظم ويعرف أين موضع القدم الثانية من خلال موضع القدم الأولى، نموذج قل نظيره لكنه بمثل هذه التوجهات التي تقوم بها المراعي هو نموذج متوافر أمام الجميع للاستفادة والاقتداء.