أفاد بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع ليلة أول امس أن حصيلة العملية الإرهابية التي استهدفت حافلة العسكريين بالكاف ظهر الأربعاء على مشارف مدينة نبر من محافظة الكاف ( 160 شمال غرب العاصمة تونس) كان يمكن أن تكون أكبر، مشيرا إلى أن عنصرين ارهابيين حاولا الاقتراب من الحافلة وإنهاء العملية بالاجهاز على بقية الجرحى الموجودين فيها، لولا تدخل طاقم عسكري بالحافلة تولى اطلاق الرصاص على المجموعة الإرهابية المسلحة التي اغتالت 4 جنود من راكبي الحافلة العسكرية وجرح 12 اخرين، مما أجبر المعتدين على التراجع الى الوراء والتواري بمرتفعات الجبل الذي نزلوا منه. وكان الخبير في شؤون الجماعات المتشددة علية العلاني، اعتبر في تصريحات صحفية عقب العملية الإرهابية القذرة،أنّ الهجوم الارهابي الغادر الذي استهدف حافلة تقلّ عسكريين، يمكن تنزيله في اطار ردّ فعل المجموعات الارهابية على العمليات الاستباقية الناجحة من قبل قوات الأمن والتي سجّلت مؤخرا خاصة في وادي الليل و قبلها حينما تمّ ايقاف 16 عنصرا ارهابيا من بينهم فاطمة الزواغي التي كانت تشرف على الجناح الاعلامي لتنظيم أنصار الشريعة الارهابي وفق تأكيدات وزارة الداخلية. وأبرز الأكاديمي والباحث في المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل أنّ هذه العملية الارهابية تندرج أيضا في اطار المحاولات الرامية لارباك مسار الانتخابات الرئاسية بعدما عجز الارهابيون عن افشال الاستحقاق التشريعي الذي نظّم يوم 26 أكتوبر الماضي. وكانت خلية الأزمة برئاسة الحكومة عقدت مساء الإربعاء اجتماعا طارئا من أجل تدارس تطورات الأوضاع الأمنية بالبلاد حيث من المنتظر أن تتخذ قرارات جديدة لمزيد تأمين المسار الانتخابي الرئاسي الذي سيجرى يوم 23 نوفمبر في دورته الأولى. وفي سياق متصل، صرح الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس سفيان السليطي بأن النيابة العمومية بصدد البحث والتحري فى مسألة توعد بعض المترشحين للانتخابات الرئاسية عبر شبكة التواصل الاجتماعى الفايسبوك حيث أكد ثبوت معلومات تفيد بنشر كتابات تحريضية في صفحة رجال الثورة بالكرم2 التابعة لرابطات حماية الثورة ( المعروف عنها ميلها للعنف)على شبكة التواصل الاجتماعي من شأنها الاخلال بالامن العام مبينا ان بعض الكتابات الواردة بهذه الصفحة التى يستغلها المدعوعماد دغيج تضمنت توعدا لبعض المترشحين للانتخابات الرئاسية. ولا يزال الشارع التونسي يعيش تحت وقع الصدمة التي حصلت لديه جراء الهجمة الإرهابية الغادرة التي استهدفت الحافلة العسكرية المخصصة عادة لنقل الجنود وعائلاتهم، الا أنه من ألطاف الله تعالى انها لم تكن تقل الإربعاء سوى عددا من العسكريين العائدين الى بيوتهم في إجازات طال انتظارهم لها على مدى الأسابيع الماضية، حيث كانت المؤسسة العسكرية ملتزمة بتأمين المسار الطبيعي للإنتخابات التشريعية مما استوجب تسخير كافة العسكريين للعمل بلا انقطاع.