إن أصعب ما يكون أمام الكاتب حين يُدعى للكتابة في أي موضوع ليس في مُخيّلته تلك اللحظة، ويصعُب أكثر عندما يسيلُ قلمه في شأن وقتي يحتاج إلى قلم متخصص يحكم عليك فيه القاصي قبل الداني ، وهنا أيضاً معاناة أخرى للكاتب حين يُدعى للإدْلاء بالرأي المُحدّد، لكن تقل المهمة عندما يكتب الإنسان حول أمْر هو تخصصه وفي ذهنه.. لكن استوقفني أمر مهم وأنا أتابع قلم رئيس التحرير في صحيفة الجزيرة المرموقة لعدة أيام في شأن أقلق العالم وخصوصاً دول المنطقة ألا وهو الكتابة حول تفجّر الوضع في (اليمن السعيد) أعجبني الأسلوب والطريقة التي سال بها قلمه، ذلك لأنه من خلال معرفتي بالأستاذ الإعلامي القدير لا يكتب إلا عندما تدعو الحاجة إلى تنوير المجتمع أو يكون الأمر ذا شأن تمتد أهميته إلى أعماق المجتمع أو خارجه في محيطنا العربي وحين تأذن الساعة ليُملي على قلمه بالكتابة في موضوع محدد وذي بعدٍ سياسي هنا «التألق» و»الإبداع» لهذا الكاتب متنوع الاهتمامات وليس بمستغرب على الأستاذ/ خالد المالك أن يُسطّر رأياً ويصدع فيه بكلمة الحق في موضوع له مساس بدول المنطقة وتحديداً في اليمن؛ شعوراً منه بأن مسؤولية الكاتب تتعاظم أمام أمر كهذا الذي يجري في ربوع اليمن وهذا ما فعله أبو بشار في مقالاته عندما شخّص ما يجري في اليمن، فهو يريد أن يقول للعقلاء إن مهمتكم شاقة في إطفاء الفتنة وصراحتكم يجب أن لا يكون لها حدود مهما كانت المبررات. لقد كانت مقالات الأستاذ خالد رسالة صادقة وواضحة من رجل مخلص يخاف على اليمن وأهله من عبث فئةٍ قليلة سكتت عنها الأقلام ومنابر السياسة والعقلاء في الوطن الكبير، لأن نارها ربما تطال الآخرين كما يجري مع الدّاعشية في العراق وسوريا وكوباني وليبيا، وسط انشغال دول التحالف مع مصالحهم وانصرافهم بعيداً عن اليمن حيث لا مصالح تُذكر. نعم إن قلم رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك بجرأته وشفافيته أعاد لنا نفساً صريحاً يقود زملاء المهنة أن ينهجوا الطريق نفسه مهما كان بحر السياسة عميقاً، فالقائد الصحفي هو الذي ينبري قلمه لمثل هذه الظروف. دمت أبا بشار قلماً وفكراً للتنوير في مثل هذه الموضوعات التي تحتاج إلى القلم الصادق والجرأة المعتدلة ومهما تنوعت الأساليب حولها. وحسناً فعلت.