اطلعت على أخبار متتالية عن وباء «إييبولا» والتي توافينا بها الجزيرة، والذي انتشر في عدد من الدول الإفريقية، وأقول إنفلونزا الطيور والخنازير وفايروس سارس ثم كورونا وحالياً إيبولا، مصطلحات طبية ترددت كثيراً على مسامعنا وعلى وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، في سنوات مضت كانت ترتبط بمشاهد الكمامات التي على الوجوه والرعب في العيون، خوفاً من الخطر الذي يسري في الهواء الذي نتنفس منه، كلمات تعود لتردد على العالم، مما دفع بمنظمة الصحة العالمية إلى إطلاق تحذير عالمي من خطورة هذا الفايروس الذي يسبب هذا المرض القاتل، وأنه هو الوباء القادم ولابد من ضرورة تعاون جميع بلدان العالم قاطبة لإيجاد حلول مناسبة ومواجهة التهديد الذي يشكله هذا الداء الخطير، على اعتبار أنه ليس مشكلة فردية تختص ببلد واحد أو قارة واحدة، يمكن أن تعالج داخل ذلك البلد أو تلك القارة بمفردها، ولكنه يشكل تهديداً على مستوى العالم بأسره. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن هذا المرض ينتقل عن طريق الاتصال مع سوائل أجسام الحيوانات المصابة والدم من شخص مصاب إلى سليم، أو ملامسة المعدات الطبية والإبر، ولا ينتشر عبر الهواء في البيئة الطبيعية، وينصح بطهي لحوم الحيوانات جيداً وارتداء الملابس الواقية عند التعامل مع لحومها. وفي كل يوم توافينا منظمة الصحة العالمية بتسجيل إصابات بهذا المرض على مستوى العالم والذي عادة ما يتفشى هذا المرض في المناطق المدارية من قارة إفريقيا جنوب الصحراء، وحتى الآن لم يصل هذا المرض إلى الانتشار والوباء في المملكة، ولكن من باب الحيطة والحذر فلابد أن يكون هناك استعداد وتحرك عاجل وقوي من قِبل الجهات الطبية، وتطبيق المعايير القياسية للسيطرة على العدوى، والحيلولة دون انتقال المرض وتفشيه، وتكثيف إجراءات الرصد الوقائي وتفعيل النشاط البحثي واتخاذ أقصى تدابير الوقاية، وأن يؤخذ هذا الأمر على محمل الجد وخاصة في مواسم العمرة والحج، وما يحدث فيها من تجمعات بشرية كبيرة في أماكن محددة، وهذا يشكل تحدياً كبيراً للجهات الصحية والتي لابد أن تكون على أهمية الاستعداد والشفافية للتعامل مع الحالات المرضية.