اعتراف علي ولايتي رئيس مركز الدراسات التابع لمصلحة تشخيص النظام في إيران، ومستشار علي خامنئي، والذي يشغل - أيضاً - منصب الأمين العام لما يعرف بالمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في إيران، بأن انتصار الحوثيين في اليمن بات أمراً واقعا، وحقيقيا، بعد أن اعترفت به إيران رسمياً - ولأول مرة -، عن طريق دعمها لجماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن، إذ أعلن ولايتي، أن: «إيران تدعم - ما سمّاه - النضال العادل لأنصار الله في اليمن»، هو دليل على محاولات إيران الحثيثة؛ لإيجاد موطئ قدم لها في المحيط الإستراتيجي في المنطقة؛ من أجل توسيع نفوذها - من جهة -، والتأثير في توازنات القوى الإقليمية - من جهة أخرى -. ستبقى عوامل التدخل السلبي لإيران في اليمن ذات أثر عميق في زيادة تهديد أمن دول المنطقة، وسياساتها - الإقليمية والدولية -. وهذا ما أصبح يلوح في الأفق، - خصوصا - وأن جماعة الحوثي تنظيم يحمل أجندة دينية، ذات هوية إثني عشرية مغلقة، مرتبطة بإيران؛ لتحقيق أهداف سياسية، انطلاقا من انتمائها المذهبي، - سواء - في إطار التمدد الإثني عشري، أو الحد من النفوذ الخليجي في اليمن، أو مواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة، - وباعتبار - أن الأمن القومي الإيراني يبدأ من باب المندب؛ نظرا لما يمثله الممر من أهمية ملاحية، ودولية. اليوم، أصبحت إيران في قلب المشهد اليمني، بعد أن عززت دائرة نفوذها في البلاد؛ ولأن الصراع الإقليمي قد انتقل - هذه المرة - إلى اليمن، فإن الحراك الحوثي المدعوم من إيران، سيظل ضمن دائرة عملية تعزيز أوراق إيران التفاوضية ضد دول المنطقة؛ مما يستدعي من تلك الدول تعويض الخلل الجيوسياسي، الذي أحدثه اختفاء الجيش اليمني، وسقوط صنعاء في أيدي الحوثيين. لا تزال الخارطة السياسية في اليمن في حالة تشكل، وأخشى أن تتحول تلك الخارطة إلى مشروع للسياحة القتالية، والذي يعد من أبشع المخططات التي يديرها صراع الاستخبارات الدولية في هذه المرحلة، وهو ما سنرقب نتائجه في مستقبل الأيام القادمة، لكونها ستعيد تشكيل اليمن من جديد، بغض النظر عن نتائجها، ومسارات الحسم فيها، وسيبقى اليمن هو الخاسر الأكبر، منزوع السيادة، والقرار؛ حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.