أشرت في المقال السابق إلى أن الجدل الساخن في القصيم يدور حول مقر الاستاد الرياضي الجديد بالمنطقة، الذي حسم لصالح موقع الأسياف جنوب شرق البكيرية بعيداً عن الطريق الدولي والشريط الاستثماري للمنطقة. وأعتبرها فرصة سانحة للحوار حول الخطط الاستراتيجية التنموية لمنطقة القصيم وفق المتغيرات الجديدة التي طرأت على المنطقة، وتأثيرها على التنمية العمرانية والاقتصادية والسكانية والاجتماعية؛ إذ شكل مسار طريق المدينةالمنورة - القصيم السريع محوراً للتنمية، وبخاصة المسار المحصور بين مركز أم سدرة بالشماسية شرقاً حتى مفرق الرس غرباً، أو مفرق طريق القصيم - مكةالمكرمة السريع غرب الرس. والمسار يضم أكبر المحافظات: الشماسية، عنيزة، بريدة، البدائع، البكيرية، رياض الخبراء والرس. ويمثل نفود الغميس قلب هذه المنطقة؛ ليصبح هذا المسار هو شريان المنطقة التنموي والحيوي. إذن، هناك شريط ذهبي لتنمية القصيم واقع بين الشماسية شرقاً حتى ضلع عيون الجواء حائل (الضلع الغربي لدائري بريدة). وذهبي للآتي: أولاً: يوجد في الشريط (الشماسية - بريدة) مداخل الطريق الدولي السريع الذي يبدأ من: الرياض، سدير، القصيم، حائل والجوف، ومنه إلى الأردن، سوريا، تركيا وأوروبا. ثانياً: يضم الشريط أكبر تجمع سكاني بالقصيم في المدينتين، بريدة التي متوقع أن تصبح بعد (10) سنوات عاصمة مليونية، أي يبلغ سكان بريدة الكبرى مليون نسمة، كما يتوقع أن يصل سكان عنيزة إلى نصف مليون نسمة. ثالثاً: في محيط الشرط الذهبي الاستثماري، وعلى الطريق الدولي، عددٌ من المنشآت التنموية والخدمات: المطار، جامعة القصيم بالمليداء، المجمع الجامعي في عنيزة، مشروعات هيئة المدن، الجامعة الإلكترونية، كليات بريدة الأهلية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم.. بعضها على هامش الشريط وليس على ضفته مباشرة. رابعاً: الاستفادة اقتصادياً من ربط مسار ميناء الجبيل على الخليج العربي (تحت الإنشاء) مع الطريق الدولي من مداخله شرق بريدة، ومدخله الأوسط طريق الملك عبدالله (تحت الإنشاء) والضلع الغربي. كان من المناسب إنشاء ملعب القصيم على جانبي الشريط الذهبي: من الشماسية حتى مسارات الطريق الدولي؛ كونه مَعْلماً حضارياً واستثمارياً. أيضاً الاستفادة من الطريق الدولي، وإنعاش الشريط الذهبي الذي ما زال لم يُستثمر بصورة حقيقية، خاصة أن مشروع الملعب من المتوقع أن يرافقه مشروعات أخرى، منها: المدينة الطبية، محطة القطار وفندق. هذه فرص استثمارية.. اختيار الموقع على طريق دولي، وبجوار مدينة بريدة المليونية وعنيزة نصف المليونية، يسبق اعتبارات وسطية المنطقة التي تفوت المكاسب الاستثمارية والخدمة الاجتماعية وتأخر تنمية شريط حيوي، انعكاساته الإيجابية ستكون كبيرة على المنطقة وسكانها.