{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}، هذه الحقيقة التي لا تكاد تقف دقيقة واحدة تحدث وتكرر بلا توقف، فحيث تكون الحياة يكون الموت. وعلى الرغم من هذه الحقيقة إلا أن الإنسان يفجع والعين تدمع والقلب يحزن على فراق حبيب أو قريب أو إنسان كان له أثر دائم في حياة الأمة. ونحن نعلم أن الإنسان مهما طال به المقام في هذه الدنيا، فإنه لابد راحل، هكذا سنة الله في خلقه. وفي يوم الخميس انتقل إلى رحمة الله تعالى الأستاذ الدكتور حسن بن محمد الحازمي أستاذ الكيمياء العضوية بكلية العلوم - جامعة الملك سعود. لقد رحل عن الدار الفانية، فذرفت الدموع وتوجع الأهل والأقارب وكل من عرفه وتعامل معه وقابله، وكان -رحمه الله- إنساناً في كل زمان ومكان وإنسانيته تتجلى في تصرفاته وتعامله مع الآخرين، وكانت أخلاقه العالية علامة بارزة في سيرته الطيبة، وكان محباً للجميع، وهذه نعمة من الله وفضل منه، وكان من أعضاء هيئة التدريس البارزين الذين يشار إليهم بالبنان في علم الكيمياء، وكان مخلصاً في أداء عمله محباً لطلابه ودوداً إليهم ناصحاً لهم، فلا غرو إن بادله الطلاب بالحب والاحترام والتقدير. وكنت أحد طلابه في مرحلتي البكالوريوس والماجستير بقسم الكيمياء بجامعة الملك سعود، وكان نعم المربي والمعلم، وقد استفدت استفادة عظيمة من غزارة علمه ونصحه وإرشاده وعطائه اللا محدود في قاعة المحاضرات والمختبرات العلمية. وفي الختام أسأل العظيم رب العرش العظيم أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان ويجعله قدوة باقية تمتد عطاء في أبنائه وذريته. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. د. زيد بن علي الدريهم وزارة التعليم العالي