في يوم الأحد 25-1-1434ه، انتقل إلى رحمة الله تعالى الأستاذ الفاضل راشد بن عبدالعزيز الدريهم -رحمه الله-، بعد معاناة مع المرض الذي لم يمهله طويلاً، وكان الأستاذ راشد أحد الموظفين القياديين بوزارة الثقافة والإعلام، وكان آخر عمل له في الإذاعة «مدير عام البرنامج العام بإذاعة الرياض»، وهو من خريجي الدفعات الأولى التي حصلت على الدرجة الجامعية من كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومن القلائل الذين حصلوا على هذه الدرجة بمحافظة الخرج في ذلك الوقت، وكان -رحمه الله- متمكناً في تخصصه (اللغة العربية) رائداً من روادها، متميزاً بأسلوبه الجميل وسعة اطلاعه وثقافته، وقد أنعم الله عليه بصفات وسجايا جميلة وخلال حميدة ونبل ودماثة في الأخلاق وحسن في التعامل مع الآخرين، وكان يتصف بالحيوية والنشاط والإخلاص في مجال عمله، ولقد اطلعت وسمعت في الإذاعة منذ فترة إشادة زملائه في العمل بوزارة الثقافة والإعلام بدماثة خلقه وجميل صفاته وحسن توجيبه في العمل، واستفادتهم من خبرته الطويلة في المجال الإعلامي وخاصة الإعلام المسموع، ومن هؤلاء معالي الدكتور عبدالرحمن الهزاع رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وسعادة الدكتور سليمان العيدي وسعادة الدكتور محمد العوين الأستاذ والمساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -متعهم الله بالصحة والعافية-. لقد عرفت الأستاذ راشد -رحمه الله- باراً بوالديه، واصلاً لرحمه وأسرته، وخاصة الكبير منهم، عطوفاً عليهم، سائلاً عن أحوالهم، مهتماً بشؤونهم، ولا تراه إلا مساهماً في كل عمل خيري لمجتمعه وأسرته، وكان أحد الرواد الذين ساهموا بفاعلية وحماس منقطع النظير في تأسيس صندوق آل دريهم التكافلي، ومن الداعمين له، حتى أصبح منارة وكياناً شامخاً يؤدي دوره وأهدافه التي من أجلها أسس هذا الصندوق، ومن أهمها جمع أفراد الأسرة في جميع مناطق المملكة في كل عام، ومساعدة المحتاجين. وكان -رحمه الله- حريصاً على حضور ومشاركة الأسرة في أفراحها وأحزانها، وله اهتمام خاص بكل ما يجمع ويؤلف ويصلح أحوال الأسرة، ومن اهتماماته حث شباب الأسرة على طلب العلم ومواصلة الدراسة الأكاديمية في الجامعات لأنه يدرك أن العلم هو مفتاح تقدم الأمم والشعوب، ومن اهتمامه كذلك تطوير لحركة الرياضة في محافظة الخرج، حيث ساهم بفاعلية في تطوير وتقدم الرياضة بمحافظة الخرج، خصوصاً بنادي الشرق بالدلم في إحدى الفترات، وحيث أذكر في هذا الصدد أنه دعا معالي الأستاذ سليمان العيسى -رحمه الله- لإلقاء محاضرة بنادي الشرق بالدلم، حيث قال المحاضر: أعتبر راشد الدريهم هو نادي الشرق بالرياض لما يبذله من جهود متميزة للنادي في ذلك الوقت. هذه بعض مشاعر وخواطر مختصرة مما عرفته عن المرحوم راشد بن عبدالعزيز الدريهم من خلال علاقتي به منذ أكثر من عشر سنوات، خاصة في اجتماعات مجلس إدارة صندوق آل دريهم التكافلي في بيته العامر، ازدادت رسوخاً في السنوات الأخيرة. ها أنت يا أبا عبدالعزيز ترحل عن هذه الدار الفانية، فذرفت الدموع وتوجعت قلوب محبيك وعارفيك وكل من تعامل معك، وإن القلب ليحزن والعين تدمع، وإنا على فراقك لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. نسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنك فسيح جناته، وأن يجعل في ذريتك البركة والصلاح وأن يلهمهم الصبر والسلوان إنه كريم مجيب الدعوات. - وزارة التعليم العالي