اختتم أمس مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، السيد سليمان جاسر الحربش، على رأس وفد أوفيد زيارة رسمية رفيعة المستوى إلى نيكاراجوا، حيث أجرى محادثات مهمة مع الرئيس، دانيل أورتيجا، وعدداً من كبار المسؤولين، من بينهم وزير المالية والائتمان العام، ووزير النقل والبنية التحتية، ورئيس الشركة الوطنية للكهرباء، تم خلالها استعراض ومراجعة مشروعات أوفيد قيد التنفيذ وبحث آفاق المزيد من التعاون في المستقبل. وتوجت الزيارة بالتوقيع على اتفاقية قرض جديد يتم بمقتضاها توفير التمويلات اللازمة لدعم مشروع إنمائي مهم لقطاع النقل العام. وتبلغ قيمة هذه التمويلات 9.4 مليون دولار أمريكي، وتهدف إلى المشاركة في تمويل مشروع يعنى بتأهيل طريق حيوي مهم يربط بين منطقتي سان جوان دي ريو كوكو ولاس كروسيز ويمر عبر المناطق الزراعية الرئيسية في البلاد، الأمر الذي من شأنه أن يعمل على تعزيز التبادل التجاري والأمن الغذائي وتحسين دخل الفرد فضلاً عن تيسير سبل الوصول إلى مرافق الخدمات الاجتماعية والأسواق لنحو 56.000 شخص في مناطق المشروع المعنية. وفي لقائه مع رئيس الشركة الوطنية للكهرباء والمسؤول المعني بالبرنامج الوطني للطاقة المستدامة والمتجددة السيد سلفادور مانسيل، ناقش السيد الحربش استراتيجيات الحكومة لتنمية قطاع الكهرباء وتدبير إمدادات الكهرباء اللازمة في البلاد ولا سيما في المناطق الريفية النائية. ورافق السيد مانسيل مدير عام أوفيد والوفد المرافق لزيارة موقع مشروع كهربة منطقة لاوزرّا الريفية، الذي شارك أوفيد في تمويله بقرض ميسر قدره 12 مليون دولار أمريكي في إطار البرنامج الوطني للطاقة المستدامة والمتجددة، حيث تم دعوة المجموعة من قبل المجتمع المحلي إلى حفل استقبال على شرف مدير عام أوفيد والوفد الزائر شارك فيه أهالي منطقة المشروع المستفيدين. في كلمته خلال مراسم حفل الاستقبال، عبر السيد الحربش عن مدى سعادته لتمكنه من حضور هذا الحفل ليشهد وزملاؤه من أوفيد آثار السعادة والبهجة على وجوه أهالي منطقة المشروع الذي أتاح لهم خدمات الكهرباء. وشكر ممثلو المجتمع المحلي وفد أوفيد، معربين عن امتنانهم لدعم أوفيد الذي ساعد على توفير إمدادات الطاقة إلى ساكني منطقة لازورّا الريفية غير المتصلة بشبكة الكهرباء الوطنية من خلال تعزيز مصادر الطاقة المتجددة، الأمر الذي ساعد على تحسين ظروف المعيشة لما يربو على مليون شخص. وفي الختام، استقبل رئيس نيكاراجوا، السيد أورتيجا، مدير عام أوفيد والوفد المرافق، حيث استعرض السيد الحربش تاريخ ومهمة أوفيد ومختلف أنشطته الإنمائية مؤكداً أنه مؤسسة إنمائية تستهدف الشعوب الفقيرة ثم شرح الحربش للرئيس أورتيجا مبادرة خادم الحرمين الشريفين «الطاقة للفقراء» التي أطلقها في 22-6-2008 ومراحل تنفيذها، مشيراَ إلى أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المهام التي ينفذها أوفيد. وبيّن المدير العام أن أوفيد هو المؤسسة الإنمائية الوحيدة الذي يمسك حساباً خاصاً تحت اسم «الطاقة للفقراء» استفادت منه العديد من الشعوب في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومن ذلك المشروع الذي سبقت الإشارة إليه والهادف إلى المساهمة في رفع نسبة التغطية الكهربائية في نيكاراجوا من 65% إلى 85%. تجدر الإشارة إلى أن تاريخ الشراكة بين أوفيد ونيكاراجوا يعود إلى عام 1979 حيث عمل أوفيد منذ ذلك الحين بشكل وثيق مع الحكومة من خلال المشاركة في تمويل جملة من المشروعات المهمة بقروض ميسرة تبلغ قيمتها 180 مليون دولار أمريكي لتعزيز العديد من القطاعات، ومن بينها قطاع الزراعة والتعليم والطاقة والنقل والإمداد بالمياه والصرف الصحي. هذا إضافة إلى دعم ميزان المدفوعات والمشاركة في مبادرة التخفيف من عبء الديون في البلدان الفقيرة والمثقلة بالديون، وكذلك تمويل برنامج الواردات من السلع الأساسية. وفي إطار مرفق القطاع الخاص، قدم أوفيد حد ائتمان لبنك بروكريديت في نيكاراجوا للمساعدة على زيادة حجم أنشطته الإقراضية للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وتشجيع أصحاب المشروعات الريادية على الاضطلاع بمسؤوليتها الاجتماعية كأحد أهم روافد عملية التنمية الاقتصادية. كما تلقت نيكاراجوا عدداً من المنح الوطنية والإقليمية في عدد من المجالات التي تشمل تمويل مكافحة مرض الإيدز ،وعلاج السرطان، وبرامج تمكين المرأة ودعم صغار الفلاحين من السكان الأصليين وغيرها من مشروعات التنمية الريفية.