اختتم أمس سليمان جاسر الحربش مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية «أوفيد»، على رأس وفد عالي المستوى زيارة رسمية إلى مراكش المغربية، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي. وقد وقع الحربش على هامش هذه الاجتماعات اتفاقيتيي قرض للقطاع العام لصالح كل من المملكة المغربية وجمهورية إثيوبياً، فضلاً عن توقيع اتفاقية حد ائتماني مع بنك التنمية والتجارة لشرق وجنوب إفريقيا المعروف باسم مصرف منطقة التجارة التفضيلية. وفي معرض تعليقه بشأن هذه الاتفاقيات الجديدة، ذكر الحربش أن القرض الأول وقدره 60 مليون دولار سيساعد في تمويل جزء من مشروع كبير يستهدف تيسير الوصول إلى خدمات الطاقة الكهربائية في 2.800 قرية يقطنها نحو 86 ألف أسرة، ويبلغ تعداد سكانها حوالي 516 ألف نسمة يعيشون في أشد المناطق الريفية افتقاراً إلى خدمات الكهرباء الأساسية، موضحاً أن هذا المشروع يرمي بصفة خاصة إلى ربط المجتمعات المحلية المقيمة بالمناطق الجبلية التي تعاني من ظروفي مناخية قاسية بالشبكة الوطنية للكهرباء. وقد وقع هذه الاتفاقية الحربش مع مدير عام المكتب الوطني للكهرباء والماء في المملكة المغربية علي فاسي الفهري، إضافة إلى توقيع اتفاقية ضمان مع نزار بركة وزير الاقتصاد والمالية المغربي. وقد أعرب الحربش خلال المراسم الرسمية عن رضاه بتوقيع اتفاقية تهدف إلى مكافحة فقر الطاقة في المناطق المحرومة من الخدمات في المغرب، مؤكداً على أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار تعزيز جهود المؤسسة لتفعيل مبادرة «الطاقة من أجل الفقراء» التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عام 2008 لتمكين البلدان النامية من مواجهة تكاليف الطاقة المتزايدة، والتي عززتها مبادرة الأممالمتحدة «الطاقة المستدامة للجميع» العام الماضي.. كما أن هذا المشروع يتمشى مع خطة الدولة بشأن كهربة الريف التي أقرها الملك محمد السادس. أما بالنسبة لاتفاقية القرض الثاني المقدم لجمهورية إثيوبيا وقيمته 20 مليون دولار، فتهدف إلى تأهيل المقطع الأول من طريق أربا - راكاتي - جيليمسو- نيتشاتا المرصوف بالحصى والبالغ طوله 57.5 كيلومتراً ويخترق المناطق التي تزرع فيها المحاصيل النقدية. وسيعمل هذا المشروع على زيادة الدخل وتحسين الأمن الغذائي لنحو مليون نسمة. ويمثل هذا القرض استمرار التعاون الراسخ بين إثيوبيا و»أوفيد»، والذي يشمل دعم 22 مشروعاً للقطاع العام تصل قيمتها إلى 228 مليون دولار، فضلاً عن 10 منح وطنية. وقد وقع الاتفاقية مع مدير عام «أوفيد» أحمد سفيان وزير المالية والتنمية الاقتصادية في إثيوبيا. وفي إطار مرفق تمويل التجارة، وقع الحربش اتفاقية حد ائتماني قيمته 50 مليون دولار مع الرئيس والمدير التنفيذي لمصرف منطقة التجارة التفضيلية أدماسو أديسو. ويعتبر هذا ثاني حد ائتماني يوقعه «أوفيد» للمساعدة على تعزيز متطلبات التجارة في بلدان شرق وجنوب القارة الإفريقية مع مصف التجارة التفضيلية. يذكر أن «أوفيد» قد قدم منذ إنشائه في عام 1976 حتى الآن ما يزيد عن 15.4 بليون دولار، قُدمت على شكل تمويلات ميسرة ومنح لدعم المشروعات الإنمائية المستدامة في 134 بلداً نامياً في جميع أرجاء العالم، مولياً أولوية قصوى لأشد البلدان فقراً.