استقبل أمس مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية «أوفيد»، سليمان جاسر الحربش، في مقر المؤسسة بالعاصمة النمساوية فيينا، وزيرة التعاون الدولي المصرية، الدكتورة نجلاء الأهواني، حيث تم استعراض ومراجعة مشروعات «أوفيد» قيد التنفيذ، وبحث آفاق سبل تعزيز المزيد من التعاون المستقبلي وفقاً لمتطلبات المرحلة الحالية وأولويات الحكومة المصرية. وتوجت الزيارة بالتوقيع على اتفاقية قرض جديد تبلغ قيمته 55 مليون دولار أمريكي (393 مليون جنيه مصري) للمشاركة في تمويل مشروع تشييد محطة توليد كهرباء بخارية بقدرة 650 ميجاوات في محافظة أسيوط بصعيد مصر، وقد تم البدء في المشروع بالفعل في شهر أكتوبر 2013، ويتوقع أن يستغرق تنفيذ المشروع ست سنوات ونصف السنة. وأوضحت الأهواني أن هذا المشروع المهم من شأنه أن يساعد مصر على تعزيز النمو الاقتصادي المستدام ومن ثم تحسين مستويات المعيشة لدى ساكني المناطق المعنية، وذلك من خلال تلبية الطلب المحلي المتزايد للحصول على الطاقة بأسعار في متناول جميع المصريين. وفي كلمته خلال مراسم توقيع الاتفاقية الجديدة، أكد الحربش حرص «أوفيد» على تقديم تمويلاته الانمائية إلى القطاعات ذات الأولوية في البلدان المستفيدة، وأن التمويلات الجديدة المقدمة لمصر تتماشى مع الخطط الإستراتيجية العامة للحكومة المصرية، والتي تستهدف تلبية الطلب المتنامي على الكهرباء في البلاد. ويهدف هذا المشروع إلى المساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي في مصر من خلال توفير إمدادات الطاقة الكهربائية الآمنة ذات الكفاءة العالية. ومن المتوقع أن يستفيد لدى استكمال هذا المشروع ليس فقط ساكني محافظة أسيوط وعددهم 3.5 مليون نسمة بل أكثر من ذلك حيث سيتم توصيل هذه المحطة الجديدة بشبكة الكهرباء الوطنية. وأكد الحربش مجدداً على مواصلة «أوفيد» دعمه الثابت لخطط مصر الإنمائية الرامية إلى تطوير قطاع الطاقة وغيره من القطاعات الأخرى الضرورية، مشيراً إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار إستراتيجيات «أوفيد» لتفعيل مبادرة (الطاقة من أجل الفقراء) التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - في أعقاب قمة أوبك الثالثة في الرياض، والتي تبناها «أوفيد» منذ ذلك الحين إلى أن جاء إعلان المجلس الوزاري في شهر يونيه - حزيران عام 2012م حول الفقر في مصادر الطاقة، والذي تعهد فيه بتخصيص مبلغ متجدد حده الأدنى 1 بليون دولار لتعزيز قدرات «أوفيد» في مساعدة البلدان النامية في مواجهة الفقر في مصادر الطاقة. وسلط الحرش الضوء على حصة مشروعات الطاقة في حافظة «أوفيد» التي قد زادت خلال السنوات العشر الماضية من 19% إلى 30% وتضاعفت حصة مصر لتصبح أكبر مستفيد من تمويلات «أوفيد» لدعم قطاع الطاقة. وشدد على حرص «أوفيد» على متابعة إستراتيجياته الداعمة لسياسة منظمة وشاملة تتواكب مع تطلعات المجتمعات النامية واحتياجاتها ومن ثم تقديم تمويلات إلى القطاعات ذات الأولوية في البلدان الشريكة والتي من شأنها أن تعود بالنفع على المجتمعات المحلية المعنية وتحسين ظروفها المعيشية. يذكر أن التعاون الوثيق القائم بين «أوفيد» ومصر يعود إلى عام 1977م، حيث قدم «أوفيد» حتى الآن ما يزيد عن 830 ميون دولار أمريكي لدعم المشروعات الإنمائية في العديد من القطاعات، ومنها قطاع الزراعة والتعليم والصحة والطاقة وقطاع تنمية البنوك الوطنية كذلك بعض المشروعات ذات طبيعة متعددة القطاعات.