يا للأحزان التي خيمت في عزاء الدكتور المهندس علي منشو وطفله محمد.. ويا للهمم التي تدافعت تتكلم عمن هو المسؤول..؟ وهل حقيقة أن شركة المياه لا تتعقب سوى صرف البيوت من الماء وملاحقتها بالغرامات..؟ وأمانات المدن ترمي مسؤولية أي حادث على جهات شريكة..؟ وأصحاب المؤسسات بنائية، أو خدمية أو مطاعم تتنصل من أخطائها كلما كان الضحية أبناء الوطن وصغارهم..؟ غرف الصرف الصحي، والآبار المهجورة، وحفر الردميات والمخلفات البنائية، وما يسقط عن المنشآت المرتفعة، وأخطار الشواطئ، وسفه المفحطين، واستهتار السائقين، كيف يتم ضبط المسؤولين عنها بعد الفقد المفجع المفزع المحزن لشباب يتعرضون لحوادث بفعل كل ذلك أو بعض منه..؟ من يرمم كسور الآباء، ويبلسم جروح المترملات..، ويهدئ روع الأمهات..؟ أينتظر أن تحدث الفاجعة ثم نهرع للحوار وتبادل القول فيها وتنطيق المحامين والإعلاميين والمسؤولين..؟ أم لابد أن تشمل صحوة التطهير دواعي الإهمال وموجبات التراخي وصمت الغفلة وكل من يقع في خانة التفريط والاستهتار والتراخي..؟ عصفت بنا مجالس العزاء التي نقلتها الوسائل المختلفة بعد أن اغتالت غرفة الصرف الصحي أحد شبابنا الذي عاد للتو بعد بعد عن والديه ليحصد أعلى الدرجات في الهندسة ليكون ضحية حفرة، وأحد وراء أنيابها وفمها.. ربما تعصف بنا أنباء الموت ومشاهد الجنائز يوميا ضحية اغتيال الحروب الأهلية في الجوار، بل في أنحاء العالم.. غير أن مشهد موت أحد أبناء الوطن بفعل استهتار، وعدم مسؤولية يعادل الكثير من فقد قيم الخشية والتقوى وضوابط أداء الدور.. نكرر العزاء حارا صادقا لكل من سقطت على الشاشات دموعه فلسعت قلوبنا، وأفاضت لحسرتنا بألمها في فقد من اغتيل من تحته بفعل الاستهتار والإهمال... رحمك الله دكتور منشو ومتعك وابنك في فردوسه الأعلى بأجر صبرك على العلم وحصدك نتائجه فرحا مستبشرا مع الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.