نعم هنّ الخليجيات من وقعن تحت تأثير خطوط الموضة بهوس ملفت أضعن هويتهن خصوصيتهن، ارتدين قبّعة لا تناسب شرقيتهن يرقدن ويصحين وجل اهتمامهن ماذا أنزلت الماركة الفلانية من الأحذية.. الحقائب، وما هي آخر خطوط الموضة في فساتين السهرة.. فساتين الاستقبال وما يخص العمل وحتى ملابس الخروج للأسواق والمولات. مواكبة المرأة الخليجية للموضة بالشكل العنيف الذي نلاحظه على الساحة بطريقة غير مقننة، معاناة لرب الأسرة واستنزاف لجيبه وضياع لمالها هي إنْ كانت تعمل تخرج كل يوم للعمل مضحية بأشياء كثيرة وتنازلات أكثر، لينتهي بها آخر الشهر براتب ينزل لحسابات أصحاب الماركات العالمية ذات الأرقام الخيالية، بكلا الحالتين الأسرة متضررة وخاصة ذوي الدخل المحدود. المشكلة عندنا في الخليج حتى التفكير في المجتمعات النسائية أصبح دخيلاً فأصبحت قاعدة أنّ النساء اللاتي لم تبتلى بهوس الماركات، هي امرأة رجعية غير متحضرة في المجتمعات النسائيه سواء (الهاي لايف) أو الطبقات الوسطى. بل إنّ المرأة ذات اللبس والمكياج الناعم والتي غالباً هي الأجمل تصنّف خارج سرب التطور والحضارة! وبين خطوط الموضة وجنون صرعات المصممين في الموضة، تقع المرأة الخليجية للأسف في سجن أذواقهم وإن لزم عليها التعرِّي! في الغرب استوقفني وضع أميرات بريطانيا اللاتي لا يلبسن إلاّ ملابس طويلة ساترة يرون في تفاصيلها الأناقة، غير أنهم يرون أنّ اللبس العاري لا يناسبهن. أما المكياج وما أدراك ما المكياج ما ميزانيته تتعدى الراتب الشهري أحياناً تصرفه وابتسامة الرضا تعلو وجهها، ولكن للأسف مظهرها بالمكياج الباذخ يُلغي كثير من ملامح جمالها الرباني، فتراهن بالأسواق وكأنّ هناك حفلة متجهة إليها بتكلف غير طبيعي شوّه ملامحهن!! وما ظهر أخيراً من هوس أتلف الميزانيات بحق وأرهق الجمال الطبيعي، ما نراه في عيادات التجميل، هوس العمليات التي أتقنت الاستنساخ، لتجد معظم النساء نسخة واحدة في الفم في الحواجب في الأنف في استدارة الوجه! ماذا أصابنا أيها النساء بماذا جنى الغرب علينا أو ماذا جنينا بحق أنفسنا؟ ولماذا نكون تابعات لا متبوعات لماذا لا يصبح لنا خصوصية المرأة العربية الشرقية؟! أصبحت عقولنا خاوية إلا من كيف أجاري خطوط الموضة في اللبس .. في المكياج .. في عمليات التجميل، هوس الموضة استعبدنا فأصبح شغلنا الشاغل، انصرفنا حتى عن أمور حياتنا الأساسية ثقافتنا حضارتنا العربية .. كنا نساء شرقيات نعشق ونُعشق، يعشقنا الجمال ونعشقه، فيفوح عطر شرقيتنا ليتوهّج جمالنا ببذخٍ لا ينتهي. هل لنا بعودة جميلة أيها النساء نتدارك فيها ما منحنا الله من جمال رباني ومن عقول تميّزت بالذكاء كعربيات، فالمرأة الخليجية شموخ لا ترضى بالاستعباد ولا ترضى إلا بشخصية مستقلة هي من تضع بصماتها، وتصنع بفخر ملامح المرأة الشرقية بكل اعتزاز.