غداً يعاود الناس أعمالهم، ودراستهم, وينتظم الجميع.. ومن الحصاد هناك أسئلة كثيرة تعتلج في صدوركثير من الناشئة، وغير المطلعين منهم على المجريات, وأولئك البعيدين عن الواقع.. ولا أحرى من أن يجد هؤلاء عند من حولهم الإجابات عن أسئلتهم حين تسقط في آذانهم بعض معلومات مبتسرة فيريدون معرفة ما يدور.. هناك منهم من تضطرب لديه المعلومات الدقيقة فلا يفرق بين ما يصدر من أعمال من يدعون بإسلامهم، وما يخرج عن الإسلام من أفعالهم.., ذلك لأن الإسلام لدى هؤلاء مجرد صفة، ولأن الصلاة منهم مجرد عادة, ولأنهم لا يعرفون الفروق بين الأركان, والواجبات، ولا بين الكبائر, واللمم، ولا بين المحرَّم, والجائز, والمكروه إلا لماما.., ثم إنهم خلو الخبرة من فقه عباداتهم، وتعاملاتهم،.. بل هناك اضطراب في فهمهم لأمور كثيرة تمت لعقيدتهم، ونقاء توحيدهم، وصفو دينهم... ثقافتهم الدينية تحتاج لمن يسدد ما فيها من الخلل، وينقيها من المشوبات,.. ولأن وعيهم بها غير ناضج فإنهم يتذبذبون عند التعبير عن آرائهم فيما يدور فتكتشف بعدهم الفاضح، ونأيهم البيِّن عن الحقائق الصادقة،والقويمة عن دينهم.. ولعل هذا هو السبب الرئيس وراء خضوع من يخضع منهم للتضليل, واتباع ما يستدعيه إليه المغررون.. وبتنا نسمع عن بعض ناشئة من هذا الوطن، وقد انضموا بغير وعي لمن أثر في توجهاتهم لأن هذا المؤثر بنى فيهم على أرض براح قد قصر بعض الوالدين، والمدرسة، والمفكرون, والإعلام في تأسيس بنية قوية متماسكة للعقيدة فيهم لتكون راسخة بيقين صادق، بحيث يعرفون دينهم الإسلام دين السلام لا المتأسلمين.. دين الواثقين لا المتذبذبين, دين الموقنين لا المتبعين.. حق لنا أن نعيد صياغة التعامل مع خبرات النشء الدينية, وأن نركز على ذلك بهمة من يريد الفلاح في دنياه, ومن يريد صنع مجتمع تتعاضد فيه أعضاء الجسد ليصل في النهاية إلى ثغر النجاة من حصاد التفريط في أداء الرسالة كما ينبغي. أجيبوا الناشئة إجابات مبنية على علم، ووعي، وخلوص نية, وصدق طوية, وثقة في الدين الحنيفي، وصفو نبعه، ومآله.