فاصلة: (ليس ثمة طريقة وحيدة لدراسة الأمور) -حكمة يونانية- لا أعرف كيف حول البعض أحد شعائر الإسلام وسنة نبيه الكريم إلى مصدر رعب للأطفال الذين لا يمكن لعقلهم إدراك حكمة ذبحنا لحيوان دون تدرج في إفهامه الأمر الإلهي؟.. أفهم أن تتحمل مسؤولية أن تصحب طفلاً صغيراً ليشاهد منظراً لا يستطيع قراءته إلا بلغة الخوف لكني مطلقاً لا أفهم أن يكون منطقك تطبيق لأمر الله، فالله لم يأمرنا أن يشهد أطفالنا مشهد الذبح..! الأضحية سنّة على الكبار فكيف جعلها البعض واجباً وفريضة على الصغار..؟!. نشرت جريدة الوطن يوم الأحد الماضي تحقيقاً صحفياً للزملاء «سلمى الصالح، فواز الغامدي، فاطمة الراجحي» بعنوان «ذبح الأضاحي أمام الأطفال محاكاة للفعل أم صدمة نفسية».. أخطر ما في التحقيق الصورة التي ظهر فيها الأطفال وهم يذبحون الأضحية بمعنى يمسكون بالسكين ويجزون رأس الخروف، والمعلومة التي ذكرها التحقيق من أن طفلاً قضي أيام ما قبل العيد في مشاهدة مقاطع في اليوتيوب لكيفية تقطيع الأضحية لكي ينفذها عملياً.. بربكم هل هذا هو الإسلام الذي كفل للطفل حياة كريمة حتى قبل مولده.. وحمى نفسيته من كل عنف ولم يحاسبه حتى يصل إلى مرحلة معينة من الإدراك؟ ليس هو الجهل بفظاعة مشهد الذبح على نفسية الأطفال من يقود بعض الأهالي إلى دفعهم أطفالهم لمشاهدة منظر الذبح والمشاركة فيه، فالأمهات خاصة يدركن أن بعض الأطفال حين يشاهدون مثل هذا المشهد يبكون وقد يمتنعون عن تناول اللحوم طوال حياتهم وبعضهم يعرف خطورة مشاهدة أطفاله لأفلام العنف. لو كان الجهل باثار العنف هو دافع الناس إلى تعليم أطفالهم الذبح لكان أهون إنما هو الجهل بفهم نصوص الدين وكيفية تطبيقها والمباهاة بتنفيذ ما لم يفرضه ديننا، وهو تغليف السلوكيات بالدين لتبريرها وجعلها عادة والإسلام بريء من أن يكون وسيلة إخافة لأطفال أبرياء.. لو أننا حكينا للأطفال قصة الأضحية والحكمة منها.. لو أننا أشركناهم في توزيع الأضحية لكان أفضل من اشراكهم في الذبح وانشغالهم بالمشهد عن الحكمة منه.