نسمع دائماً بالدعم المالي للجمعيات الخيرية والجهات الدعوية, لتنشيط الفعاليات وتمكين البرامج الدعوية في ساحات المجتمع الإسلامي, وعليه فإن حاجتنا للدعم لا تقتصر بالمال وإلا فلا يمكن بدونه أن يكتمل المشروع الدعوي, والحقيقة أن الدعم المالي وسيلة من وسائل تنمية المشروعات الدعوية في الساحة الإسلامية. والمهم اليوم أن نقوم بتفعيل ثقافة الدعم المعنوي حيث به يتم تنشيط طاقات الموارد البشرية الفعالة في نطاق المشروع الدعوى سواء كان ذلك الدعم لهيئات أو جماعات أو إدارات أو أفراد, والحقيقة أن الدين الإسلامي حث على الدعم المعنوي وأوصى به في مواطن كثيرة في السنة المطهرة ولعل موقف أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- مع رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في مساندتها له في بدء نزول الوحي، وفي نشر الإسلام والدعوة، يعكس لنا مدى إشباع هذا الجانب من الحاجات في حياته -صلى الله عليه وسلّم-، روت عائشة -رضي الله عنها-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في بدء نزول الوحي دخل على خديجة فقال: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، ثُمَّ قَالَ لِخَدِيجَةَ: أَيْ خَدِيجَةُ مَا لِي؟ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ قَالَ: لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي، قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: كَلَّا أَبْشِرْ، فَوَ اللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ...»، فأعطت لنا السيدة خديجة -رضي الله عنها- نموذجاً رائعاً وصادقاً لإشباع الحاجة للمساندة والدعم المعنوي الذي يفوق ويعلو على الدعم المالي، خاصة إذا كان هذا الدعم لصالح الإسلام أو رجال الإسلام. وما نقله وقاموا به متطوعون قُرى وادي فاطمة من زيارة مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجموم في تبادل الهموم ونقل المشاعر والخطابات الصادقة المتبادلة من الطرفين, فيه لفتةٌ ثقافية في تفعيل الدعم المعنوي الذي يحتاج إليه كُل جهاز من أجهزة الدولة ليخدم أبناء مجتمعه بمصداقية تحت تفعيل ظل هذا الدعم.