نحمد الله سبحانه وتعالى ونشكره على ما من به على بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية من نعم كثيرة لاتعد ولا تحصى ومن أهمها نعمة توحيد هذا الكيان الكبير على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه – وذلك بعد جهود كبيرة ومضنية من العمل والحرص من جلالة المؤسس على تطبيق شرع الله تعالى والقضاء على ما كان سائداً في أرجاء البلاد من الجهل والتناحر والفوضى. أن بداية تأسيس المملكة العربية السعودية كانت معجزة عظيمة قادها جلالته – رحمه الله – بكل تميز واقتدار وذلك في إظهار الجوانب الدينية والإدارية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية،كما أن الاهتمام كان كبيراً بإنشاء عدد من المجالس الإدارية والشورى ورئاسة القضاء إضافة الى ماتوليه المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وحتى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله من تركيز على الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام بمكة المكرمة أو زوار المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، فلا تكاد مشاريع توسعة الحرمين الشريفين أن تتوقف منذ توحيد هذا الوطن المقدس وحتى وقتنا الحاضر الذي يشهد المسلمون فيه أكبر توسعة للحرمين الشريفين بقمية تجاوزت ثمانين مليار ريال. وقد حرص الملك عبدالعزيز ومن بعده أبناؤه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله بالعمل على خدمة الإسلام والمسلمين والدفاع عن مبادىء الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ليكمل مسيرتهم العطرة من بعدهم مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولاننسى جميعاً والعالم أجمع الخطاب التاريخي الذي قدم من خلاله حفظه الله رسائل عديدة للعالم تحمل بعداً استراتيجياً ليس فقط للمملكة، وإنما على المستويين الإقليمي والدولي، أكد من خلاله حفظه الله بأن الإسلام ليس دين عنف، وإنما دين محبة وإخاء وتسامح، وأن الإسلام دين الوسطية يرفض الفرقة والاختلاف، داعياً ومحذراً عدم استغلال الدين لباسا يتوارى خلفه من يريدون زعزعة الأمن والاستقرار في بلاد الإسلام لتحقيق مكاسب وأجندات خاصة دونما النظر للمصالح العليا للأمة. إن فرحة شعب هذا الوطن الغالي بمناسبة مرور أربعة وثمانين عاماً على توحيده يؤكد الواقع الحقيقي لتجسيد التلاحم الأصيل والوحدة الحقيقية والترابط القوي بين القيادة والشعب، كأسرة واحدة يسودها المحبة والوفاء والولاء. وفي الختام نسأل المولى جلت قدرته أن يحفظ لنا وطننا الغالي في ظل القيادة الرشيدة، وأن يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والرخاء إنه سميع مجيب.