حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- وكعادتها في كل موسم حج تبذل قصارى جهدها وتكرّس كافة طاقاتها المادية والبشرية بما يكفل بإذن الله تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن القادمين لتأدية فريضة الحج أو العمرة.. فها هم ضيوف الرحمن قد بدأوا في التوافد إلى المملكة من أصقاع الدنيا لتأدية فريضة الركن الخامس وابتغاء الرحمة والمغفرة من الباري عز وجل في ظل ما توافر لهم من رعاية كريمة وخدمات جليلة بتوجيه كريم وإشراف من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-.. فالقيادة الراشدة وفقها الله تحرص دائماً على توفير كل ما قد يحتاجه الحاج أينما وجد على تراب المملكة العربية السعودية أرض الخير والنماء والمحبة والسلام.. التي تأتي في ظل الرعاية الكريمة الذي يحظى بها جميع ضيوف الرحمن من قادة هذه البلاد الأمناء الرحماء وشعبهم الوفي.. فالدولة أعزها الله سهرت وتسهر على راحة ضيوف الرحمن من خلال تجنيد وتسخير كافة طاقاتها البشرية والمادية والآلية وتقوم بهذا العمل كله دون كلل أو ملل بل إنها تبتغي من وراء هذه الأعمال العظيمة الأجر والمثوبة من الخالق جل وعلا عملاً بقوله تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) 105 سورة التوبة.. وهنا لا بد لنا أن نشير إلى التوسعتين اللتين شهدهما المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف واللتين تعدان أكبر توسعة يشهدها التاريخ إلى جانب الخدمات والمرافق التي تم توفيرها لتكون في خدمة ضيوف الرحمن وبخاصة تلك المتمثلة بصحة الحاج من خلال المرافق الصحية المشتملة على المستشفيات الكبيرة والمطورة والمراكز الصحية المنتشرة في المشاعر والمدينتين المقدستين وهيئة الهلال الأحمر السعودي والخدمات الطبية التابعة للقوات المسلحة ومثلها الخدمات الطبية التابعة لوزارة الحرس الوطني والأمن العام التي تم تزويدها جميعها بأحدث الأجهزة الطبية والمعدات والكوادر الطبية والفنية والإسعافية والتي تعمل على مدار الساعة بالإضافة إلى إقامة العديد من الجسور والأنفاق العملاقة والطرقات الفسيحة التي تم شقها وتعبيدها، ووسائل النقل والمواصلات ومنها قطار المشاعر الذي يعد من المشاريع العملاقة والذي يأتي بعد مشروع توسعة الحرمين الشريفين من حيث الحجم والهدف الذي أنشئ من أجله وفق ما أكده معالي وزير النقل رئيس مجلسدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور جبارة بن عيد الصريصري إبان جولته التفقدية التي قام بها معاليه مؤخراً على هذا المشروع المهم الذي سوف يساهم إسهاماً فاعلاً في نقل الآلاف من الحجاج بين المشاعر والحرم إلى جانب وسائل الاتصال المختلفة والتمرينات الغذائية والمياه الصحية المعقمة التي تم توفيرها بكميات كبيرة وإنشاء ساعة مكة لمعرفة الحجاج والمصلين بالوقت.. فجزيت خيراً يا خادم البيتين على ما قدمتموه وتقدمونه -يحفظكم الله- من رعاية كريمة لضيوف الرحمن.. فهذا النهج السديد والمبارك هو ديدن قادة هذه البلاد الأجلاء العظام منذ عهد المؤسس الأول جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه ومروراً بالملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعاً.. حتى هذا العهد الزاهر الذي تعيشه بلادنا في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -وفقه الله- الذي كانت ولا تزال له العديد من الجهود المثمرة المباركة التي بذلها ويبذلها حيال نصرة الدين ثم خدمة المسلمين إلى جانب المبادرات المشرفة والمساعي الحميدة لهذا الملك العادل الأمين على الصعيد الخارجي وبخاصة تلك المتعلقة بشؤون العروبة والإسلام.. فسرعان ما تراه -وفقه الله- يبادر إلى مساندة ومؤازرة إخواننا من العرب والمسلمين ويمد يد العون لهم والوقوف إلى جانبهم في ملماتهم ويعمل على نصرة قضاياهم وتوحيد صفوفهم.. فعشت يا خادم البيتين أنت أيها الملك العادل الأمين عبدالله بن عبدالعزيز لنصرة وعزة الإسلام والمسلمين.. ولا ننسى الجهود المباركة الذي بذلها ويبذلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية التي تقف وراء نجاح خطة أمن الحج كما لا يفوتنا أن نشيد بالدور الفاعل والمميز الذي يقوم به رجال القطاعات المدنية والعسكرية مجتمعة في الحج للحفاظ على أمن وسلامة وخدمة ضيوف الرحمن.. أيضا علماء الدين ورجال الدعوة والإرشاد فلهم الدور الفاعل في توعية وإرشاد الحجاج ورجال الكشافة أيضا لهم مساهمة فاعلة في توجيه ومساعدة ضيوف الرحمن إلى جانب العديد من الجهات الأخرى التي تكون لها المشاركة الفاعلة في مواسم الحج.. ونستطيع القول إن كل ما قد يحتاجه ضيوف الرحمن من خدمات ومرافق وتسهيلات فقد تم توفيرها وتأمينها لهم منذ وصولهم إلى المملكة وحتى عودتهم إلى أوطانهم بعد أن يمن الله عليهم بتأدية شعيرتهم المقدسة في ظل حكومة عاملة عادلة أمينة يقودها ملك عظيم وسياسي محنك ذو قلب رحيم إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- بنصر من عنده وسدد نحو الخير خطاه ورؤاه ونسأله جل وعلا أن يمد في عمره وأن يسبغ على مقامه الكريم موفور الصحة والعافية لمواصلة مسيرة الخير والبناء المباركة في بلادنا وأن يكتب كل ما قدمه ويقدمه -وفقه الله- من أعمال جليلة وجهود مباركة تجاه ضيوف الرحمن ونصرة قضايا العرب والمسلمين في موازين حسناته وأن يوفق عضديه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين وأن يحفظ بلادنا وقادتها وأهلها من كل سوء ومكروه وأن يمكن ضيوف الرحمن من تأدية مناسكهم بكل يسر وطمأنينة وأن يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين -مغفور لهم- إن شاء الله إنه ولي ذلك والقادر عليه.