حينما نقف أمام لوحة (بورتريه) أو منظر طبيعي مألوف نستطيع أن نميز صحة أو خطأ الأبعاد الأساسية لها فمثلا لو اختلف حجم إحدى العينين عن الأخرى أو ظهرت الزيادة غير الطبيعية في حجم الأنف أو الشفاه أو أخطأ الرسام في الألوان كأن يجعل الوجه بلون لا يتماشى مع طبيعة الوجوه في الغالب وندرك أن من قام بالرسم يفتقر إلى الدقة والإتقان مع أننا قد لا نجيد الرسم نهائيا ولكنه التذوق الطبيعي الذي يتفق فيه الجميع ولو طلب منا أن نرسم أحسن منه لما استطعنا. ما أريد أن أصل إليه أن التذوق الجميل وربما العالي للشعر لا يكفي لجعلنا نكتب الشعر إذا فقدنا الموهبة والقدرة على معرفة أسرار كتابة القصيدة ولم نستطع الإجادة التامة للوزن والقافية والسبك والبناء، وقد يغري بعض الشعر الذي يجمع بين البساطة والروعة بعض متذوقي الشعر بمحاولة المحاكاة ليكتشف من يحاول ذلك أن الرغبة بكتابة الشعر وكثرة قراءته ليست كافية لخلق شاعر تعوزه الموهبة والقدرة على كتابة القصيدة المقنعة. وقفة: إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيعُ