تعقيبًا على ما تناقلته وسائل الإعلام ومنها «الجزيرة» حول تبرع خادم الحرمين الشريفين لفلسطين أقول: هنيئًا لك يا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بما حباك ربي من محبة من كل أقطار شعوب العالم فأنت الإمام ابن الإمام، أنت إمام الإسلام والمسلمين، أنت المسلم الغيور على مقدسات وأوطان الإسلام والمسلمين حيث تجلت غيرته على محبة الإسلام والمسلمين بمناهضته لقضية الأمة، وهي قضية فلسطين فمن إحدى أقوال الملك عبد الله بن عبد العزيز: «إن القضية الفلسطينيَّة هي الشغل الشاغل لنا وأن السلام مطلب عربي لأن الشعوب العربيَّة متفقة بأهميته لكن إذا لم يتحقَّق فإن الشعب اليهودي سوف يدفع ثمن تطرف قادته، ونحن العرب لن نتخلى عن حقوقنا ومقدساتنا». وفي شهر رمضان المنصرم وجّه خادم الحرمين الشريفين بتقديم مبلغ 200 مليون ريال لفلسطين جراء الأحداث التي يمروا بها، وأنت يا خادم الحرمين الشريفين حامل لواء الإسلام على عاتقك ومجمع للشعوب وناصر للسلام محب للعدل والمساواة، من أقواله - حفظه الله- «أتطلَّع إلى أمة إسلاميه موحدة وحكم يقضي على الظُّلم والقهر وتنمية مسلمة شاملة تهدف للقضاء على العوز والفقر، كما أتطلَّع إلى انتشار الوسطية التي تجسِّد سماحة الإسلام وأتطلَّع إلى مخترعين وصناعيين مسلمين وتقنية مسلمة متقدِّمة وإلى شباب مسلم يعمل لدنياه كما يعمل لآخرته دون إفراط أو تفريط». ويُعدُّ إنجازك التاريخي يا خادم الحرمين الشريفين حينما أمرت بإنشاء مركز عالمي للأديان السماوية حيث فعلاً تَمَّ تدشين المقر الرسمي بالعاصمة النمساوية فينا في 26 نوفمبر 2012م، بكلِّ هذا تود أن تبيّن للعالم بأننا مسلمين أمة سلام ومحبة ولا نكن لأحد مهما كانت ديانته أو ملته أيّ عداوة أو بغضاء لأن ديننا الحنيف يأمرنا بهذا أن نكون أمة خير نتحاور ولا نختلف لنصل لهدف يربط هذه الشعوب إلا وهو احترام الحقوق والديانات أردت أن تجعل من هذا المركز إعلامًا للشعوب بأننا أمة مسلمة لا تعرف ولا نعرف للإرهاب طريقًا ولا نتخذه مسارًا وغاية لنا ليوصلنا إلى الحضارة بل للحوار وبناء جسور التواصل والتعامل مع الاختلافات والمشكلات التي تحد من فاعلية الحوار واتباع الأديان والثقافات دون أدنى تمييز بين دين وآخر أو ثقافة وأخرى. هذه الأمة المسلمة في جميع أنحاء الشعوب والأمصار يعترفون لك يا خادم الحرمين الشريفين بإنجازاتك الكثيرة والخيرة للإسلام والمسلمين والشواهد، تشييدك لأكبر توسعة للحرمين الشريفين، هذا كلّّه جعل الحب الكبير من قلوب شعوب العالم الإسلامي فردًا فردًا يذكر إنجازاتك ويوثقها تاريخيًا، هذه الإنجازات العملاقة في أرض الحرمين لخدمة الإسلام والمسلمين إنما منارة وعلو لك عند المولى عزَّ وجلَّ وفي قلوب كل الأمة المسلمة التي تفتخر ونفتخر نحن كسعوديين ونشد على يدك وتدعو لك الأيادي بأن يطيل الله في عمرك ويجعلك ذخر للإسلام والمسلمين. ومن أقواله أيْضًا: «إن هذا الوطن الذي يتشرف بخدمة الحرمين الشريفين، الذي تهوى إليه قلوب المسلمين من كل مكان لا يمكن أن يضم فكرًا يخرج قيد شعره عن ثوابت العقيدة الإسلاميَّة، كما أنّه لن نقبل فكرًا يحرف تعاليم الإسلام، ويتخذ شعارات خادعة لتبرير الأهداف الشريرة في تكفير المسلمين وإرهابهم، وإن شعبنا السعودي لا يرضى بديلاً عن الوسطية المعتدلة التي ترفض الغلو والتعصب بقدر ما ترفض الانحلال والإباحية». وفي خطاب خادم الحرمين التاريخي لمحاربته للإرهاب والتصدي له بكلِّ الطرق التي تحمى ديننا الحنيف من الشبهات، هذا الخطاب الذي وجّه لجميع أنحاء العالم للوقوف أمام هذا التيار الذي يعصف بالأمة المحمدية وعلى الشعوب الإسلاميَّة وعلى الوضع العربي وقضاياه الرئيسة، حيث جاءت كلمة الملك عبد الله كصرخة غضب في وجه العالم حيث إن الموقف صار خطيرًا لا ينفع معه السكوت أو المداراة ولا حتَّى المداهنة، يقول - حفظه الله-: «إننا اليوم نقول للذين تخاذلوا عن أداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الإرهاب من أجل مصالح وقتية أنهم سيكونون أول ضحايا الإرهاب في الغد حيث أنهم لم يستفيدوا من تجربة الماضي القريب التي لم يسلم منها أحد ويقول: اللَّهمَّ إني قد بلغت، اللَّهمَّ فاشهد اللَّهمَّ قد بلغت اللَّهمَّ فاشهد، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}. ولمكافحة الإرهاب قدم خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز تبرعًا ماليًا بملغ مئة مليون دولار دعمًا منه -أيَّده الله- للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب. حيث تجلَّى هذا الحب والتقدير لمواقف الملك عبد الله بن عبد العزيز الإسلاميَّة والإنسانيَّة وخدمة الشعوب وجهوده المخلصة لخدمة الإسلام والمسلمين ودعمه لقضايا الأمة ورغبته الصادقة في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأديان والمذاهب والثقافات درءًا للصراعات ومواقفه الشجاعة والصادقة تجاه جميع القضايا العربيَّة والإسلاميَّة والدوليَّة كل هذه المواقف وضعت ووثقت محبته ومكانته في قلب كل مسلم وعربي ومحط تقدير واحترام الجميع في سائر أنحاء العالم. تجلَّى هذا الحب في منح الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود درجة الدكتوراه العالميَّة الفخرية من جامعة الأزهر لجهوده المبذولة لخدمة أمته وخدمة السلام العالمي. فهنيئًا لك يا مليكي بكلِّ هذا الحب وأمدك بالصحة والعافية وجعل كل هذا في موازين حسناتك.