تدفقت المساعدات والمعدات العسكرية لاقليم كردستان العراق لمساعدة قوات (البشمركة) في التصدي لمقاتلي داعش الذين هددوا الاقليم وباتوا الآن ينسحبون أمام قواته التي حظيت بدعم واسناد جوي من الطيران الأمريكي المقاتل لتستطيع البشمركة السيطرة على الخانقين والمقدادية وقرى في محافظة ديالى وتستعيد آمرلي في محافظة صلاح الدين، وتتمدد في محافظة نينوى مستعيدة مدناً وبلدات من داعش، هذا التطور والدعم الدولي والاقليمي لكردستان والذي حصل على أسلحة وعتاد من ايران يظهر تماسك الأكراد وسياسيي الاقليم الذين تناسوا خلافاتهم وتوحدوا لمواجهة داعش الذي شكل تهديدا جديدا لطموحات الأكراد التي يقودها اقليم كردستان وهو عكس ما يحصل لدى الحكومة المركزية في بغداد إذ إن الخلافات بين المكونات السياسية التي تستند إلى انتماءات طائفية وعرقية لا تزال تؤجل تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل تشبث التحالف الوطني الذي يمثل الشيعة بالمكتسبات السياسية والعسكرية التي يراها العرب السنة والأكراد أكثر بكثير من وزنهم الديمغرافي وان الحكومة الجديدة يجب أن تشكل دون هيمنة مكون على الآخرين وان يكون توزيع الحقائب الوزارية السيادية بالتساوي وان يتم إلغاء عمليات الاقصاء والاجتثاث وغيرها من العوائق التي وضعتها الحكومات السابقة لعرقلة المشاركة الوطنية المتساوية كل هذا جعل القوى الاقليمية والدولية تتأخر في دعم ومساعدة الحكومة المركزية في العراق في مواجهة تنظيم داعش الارهابي، لأن هذه القوى تطلب موقفاً وطنياً عراقياً موحداً وليس دعماً لمكون واحد يفرض ارادته على الآخرين والذي يبقي الشقاق والخلاف داخل الوطن الواحد، والذي يؤخر تحرك ودعم القوى الاقليمية والدولية لمساعدة العراق في مواجهة تنظيم داعش حتى ان المؤتمر الدولي الذي تسعى فرنسا لتنظيمه تأخر الاعلان عن عقده لعدم وجود حكومة وطنية موحدة في العراق. وبانتظار ان يحزم العراقيون أمرهم ويشكلوا حكومة وحدة وطنية حقيقية. تظل المساعدات والدعم المقدم إلى بغداد لا يفيان بمتطلبات القضاء وانهاء خطر داعش وان ساعد في وقف تقدمها والذي يقتصر على مشاركة للطيران الأمريكي والقيام بطلعات وهجمات منتقاة ومشاركة من ايران تتمثل في تقديم أسلحة وقوات مختارة ودعم لمليشيات طائفية تتبع ايران أكثر من كونها عراقية، ولهذا فإن كثيرا من التحركات والخطط الاقليمية والدولية تنتظر من العراقيين ان ينهوا خلافاتهم ويعالجوا مشاكلهم السياسية وينجزوا ما يطلب منهم وأقله تشكيل حكومة وطنية حقيقة لا تعطي هيمنة ونفوذا لطائفة على أخرى وان يتم إلغاء العوائق التي تعترض مشاركة جميع الآخرين دون استثناء حتى يتحرك المحيطان الاقليمي والدولي لدعم العراق في مواجهة داعش وكل الأعمال الارهابية مثل ما تم مع الأكراد.