سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: لقد كتبتم مقالاً على الصفحة الأولى من جريدة الجزيرة في عددها رقم 15307بتاريخ 30-10-1435ه الموافق 26-8-2014م وكان بعنوان ((ما تفسير ذلك؟)) تضمن عدة تساؤلات عن تفسير النهج الأمريكي في أفغانستان إبان احتلال الروس لها ومساعدات أمريكا للقاعدة لحرب الروس حتى خرجوا منها منهزمين ثم انقلاب أمريكا على القاعدة والإجهاز عليها بعد تفجيرات الحادي عشر في نيويورك بالإضافة إلى الصمت الأمريكي عن تنامي دور داعش في سوريا وملاحقة الدواعش في العراق ومطاردة أمريكا لعناصر القاعدة في اليمن بطائراتها من دون طيار مع ترك الحوثيين في اليمن بدون مطاردة إلى آخر هذه التساؤلات التي ذكرتموها في مقالكم آنف الذكر. ولأنني مواطن يهمني أمن بلادي المملكة العربية السعودية فأرجو من سعادتكم أن تسمحوا لي بإبداء وجهة نظري بشأن ما يخص بلادي وهي نموذج للدول الخليجية الأخرى فأقول مستعينا بالله: إن أمريكا أو أي دولة أخرى لا يمكن أن تتدخل بشأن الدول القوية التي تتكاتف جبهتها الداخلية ((كأنهم بنيان مرصوص)) ويؤكد ما أقوله إن أمريكا لم تتدخل في أفغانستان إلا بعد ما تحارب شعبها وكان بعضهم يضرب رقاب بعض فلما رأتهم على هذه الحالة رأت الفرصة لها متاحة للتدخل الكريه, ولم تتدخل أمريكا في الشأن الخليجي إلا بعد احتلال صدام حسين للكويت وطرد الحكومة الشرعية من بلادهم فوجدت الفرصة متاحة لها أيضاً ولم تتدخل أمريكا في العراق إلا في ظل كذبة السلاح النووي بالعراق فكانت هذه الكذبة المبرر الرئيس لاحتلال العراق فترة من الزمن ونهب ثرواته البترولية مع قتل الأبرياء من أبناء الشعب العراقي أثناء الحرب ثم ترك العراق بقيادة حكومة ضعيفة لا تستطيع القيام بواجبها وتحمي شعبها من عبث العابثين بأمنها, ولا تستطيع أن تقيم العدل وتضع حداً للظلم والطوائف المختلفة الأمر الذي أغرى داعش للإغارة على أجزاء من العراق واحتلال هذه الأجزاء ولا نريد أن نتساءل لماذا احتل الدواعش هذه الأجزاء أما الوضع في سوريا فهو أسوأ من العراق لنفس السبب الذي حصل في العراق وهو ضعف الدولة أو السلطة الحاكمة وخلاصة القول فيما سبق إن أي دولة في العالم قوية لا يمكن أن يتدخل في شؤونها الداخلية أحد والعكس صحيح وسبب هذا المقال يا أستاذنا خالد هو هذه العبارة التي ذكرتها في مقالك آنف الذكر ((وما على دولنا إلا أن تقوم بتحصين جبهتها الداخلية؛ فهي صمام الأمان للحيلولة دون تحقيق الأعداء أحلامهم المضرة بنا)). أقول صدقت يا أبا بشار ولو كان الأمر بيدي لوضعت هذه العبارة بكاملها على كل مدخل مدينة وقرية من كل مدننا الخليجية كافة وما على دول الخليج العربي إلا أن تطبق تلك العبارة. نحن الآن نعيش آمنين, وبعض دول الجوار يقاتل بعضها بعضاً فلنحمد الله على نعمة الأمن والأمان التي نعيشها الآن ونستخلص العبر من الدول التي حرمت نعمة الأمن. سعادة الأستاذ خالد وفقك الله أرجو أن تتفق معي أن من أسباب تحصين الجبهة الداخلية الاتحاد الخليجي الذي أرجو أن لا يطول انتظاره وأن من أسباب الضعف وطمع الأعداء فيما عندنا وجود أي خلاف يحدث في البيت الخليجي وإنني أجزم بأن قادة دول الخليج وشعوبها يعرفون فوائد الاتحاد ومساوئ الاختلاف ولهذا؛ سيحل قادة دول الخليج أي اختلاف يحدث ويزال من الوجود وأرجو أن تتفق معي أن من وسائل تحصين الجبهة الداخلية عاملان مهمان متلازمان وهما: العدالة والقوة أي القوة مع العدل والبعد عن الظلم والعدل مع القوة وبعبارة أخرى لا بد من قوة تردع الظالم ولا بد من عدالة تنصف المظلوم مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى الآية رقم 26 من سورة القصص إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ وقوله تعالى قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا سورة الكهف. وأرجو أن يكون من وسائل تحصين الجبهة الداخلية النقاط الأربع التي ذكرتها في الموضوع الذي نشرته عزيزتي الجزيرة بالعدد رقم 15303 بتاريخ 26-10-1435ه الموافق 22-8-2014م حمى الله بلادنا المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي كافة من كل سوء ومكروه.