يبدو أن منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة لم يترك في وجه المنتخب الأول لكرة القدم للأصحاء ومسؤوليه أي ماء ليراق.. فإنجازاته المتلاحقة ولسنوات، رغم قلة الإمكانات، تُشعرك بالفخر ومقدار ما يملكه من إرادة.. في حين أن نجوم الملايين وما صُرف عليهم من ميزانيات في الأندية والاتحاد السعودي لكرة القدم من مبالغ باهظة لم تشفع لهم لم يحصدوا لنا سوى الخيبة والحسرة. نعم، هي دروس سنوية تقدم من أهل القمة.. ومحاضرات في العمل لكل ذي همة.. وإنجازات تتوالى بأقدام لا تعرف للمستحيل مكاناً.. ولا تركن للمنجز بل تواصل الإعجاز.. كم نحتاج لمثل هؤلاء.. الذين لم يتذرعوا يوماً بقلة الدعم.. ولم يستكينوا لضعف أو محدودية المادة. شكراً لهؤلاء الأبطال.. شكراً للمسؤولين عليهم.. شكراً لمن بادر بتحفيزهم بعد هذا المنجز.. شكراً حتى للجماهير والمدرجات التي حملت لافتات للتهنئة.. ولعل ذلك تجلى من خلال مجلس الجمهور الشبابي في المنطقة الوسطى بلقاء الليث بهجر.. شكراً لكل برنامج تفاعل مع الحدث.. وواكب البطولة.. وسلط الضوء على أدواتها وتضحياتها. أخيراً، مؤسف أن بعض الإعلاميين - علاوة على تقصيره في تغطية ما قدمه هؤلاء الشبان من بطولات - وجدناه أيضاً يشكك في صحة اللاعبين.. ويلمز بناحية سلامتهم من أي عارض.. وبظني، إن رؤوس مثل هؤلاء الإعلاميين هي من تعاني الإعاقة بعد أن أكل الزمن على أطلال أفكارهم.. وشاخت الحقيقة قبل أن تصل إليهم.. وكم أتمنى من اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة عدم السكوت عن هؤلاء المشككين، والتحرك تجاه رفع شكوى ضدهم مع الرفع للمسؤولين في رعاية الشباب لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم.. فكم هو مؤلم أن ننتظر الاحتفاء لنجد الاتهام.. وبربكم، كيف سيكون شعور اللاعبين وهم يشاهدون ما تفوه به هذا أو لمز به ذاك؟ المنافسة تحتاج إلى نفس لا يزال الفريق الأبيض ناصع اللون في الدوري المحلي.. بعد أن افتتح موسمه الرياضي ببطولة السوبر.. ومثل هذا الظهور المبهج لمحبي الليث يقابله في الاتجاه المعاكس توجس مما هو قادم. فخانات الظهير الأيسر والمحور الدفاعي ورأس الحربة بلا أي رداء.. ومتى تعرضت لأي عارض فسيشعر جسد الليث بالألم.. وربما لا يقوى على الوقوف أمام المنافسين في الجولات القادمة. لذا، فمحبو الألماسي ينتظرون من الإدارة الاستفادة من فترة التوقف الحالية لرتق تلك الثقوب.. ومعالجة هذه العيوب.. قبل أن يقع الفأس بالرأس.. بإصابة لاعب لا قدر الله أو حتى انقضاء فترة التسجيل بلا تسجيل. وبظني، متى تمت معالجة تلك المراكز وتقويتها.. فسيواصل الليث مسلسل الافتراس في باقي الجولات.. ويصيب المنافسين بالرهبة قبل المباريات.. وسيكون تاج الدوري هو نتاج كل ذلك.. لذا ينتظر الجمهور الشبابي ما تسفر عنه هذه الفترة من تحرك لرأب الصدع.. فالطريق شاق جداً.. ويحتاج لنفس طويل؛ ليتم قطعه للوصول لمسك الختام. من هنا وهناك - في الإعلام الرياضي.. مقبول أن تختلف الآراء.. مبرر أحياناً التعصب للميول.. مستساغ ولو على مضض بعض التجاوزات.. ولكن أن يصل بأحدهم إلى جعل قلمه أشبه بالخنجر الذي يغتال الأخلاق فعلينا عندئذ جميعاً -ومهما اختلفت الميول بيننا- بالوقوف أمامه.. فلا يُقبل على الإطلاق الحديث عن تنافس رياضي بهذه الألفاظ: أبوة شرعية، وعقوق لهذا النادي أو ذاك.. بل مقزز جداً أن يصل التعاطي به إلى وصف ميت بأنه مندوب علقة.. لا أدري ماذا بقي لديه من خلق بعد أن مزق ثوب الفضيلة؟ ثم لا أدري ما دور مسؤول التحرير وهو يمرر تلك البذاءات، ويفرد لها صفحات قِسمه؟! - في البرامج التلفزيونية.. لا يمكن الحديث عن مادة إعلامية مفيدة تقدَّم.. وتلك البرامج تحتضن كل من سقط بالقول.. ولغط بالقلم.. محير جداً أن يحدثنا ذاك المقدم في ندوة أو من خلال حسابه عن أهمية التعاطي مع الآراء، ويحذر من مغبة التعصب.. لكنه في المقابل يفرد دقائق برنامجه لكل التجاوزات بحثاً عن إثارة ممجوجة.. وكأني به يعاني انفصام الشخصية! - في المنتخب السعودي.. تبقى معايير الاختيار محيرة.. ولكن الأكثر حيرة تعاطي المنتمين للأندية معها.. فعندما يتجاوز مدرب المنتخب لاعبي النادي المفضل لذاك نجده يصب جام غضبه على محدودية نظرة المدرب.. وعندما تكون الحصة الأكبر من فريقه تجده يشكك ويحذر من مغبة إرهاق لاعبيه.. احترنا! خاتمة قيل: عندما ترتفع.. سيعرف أصدقاؤك من أنت! لكن عندما تسقط.. ستعرف من هم أصدقاؤك