مساء الرس يوم الأربعاء 24/ 10/ 1435ه كان مختلفاً ولم يكن مساء عادياً.. فقدت كانت هناك لحمة وطنية بطعم السعادة.. وقلوب حملت الفرح والنشوة والتفاؤل.. كان هناك صناعة للابتسامة.. ومساحة للقصيد والشعر والكلمات النثرية العذبة.. مكان فاحت منه الرائحة الزكية.. والمشاعر الصادقة.. الورود والزهور رمز المحبة كانت حاضرة وتبادلتها الأيدي تزاحمت موروثات التراث الشعبي فعاش الحضور أوقاتا من الزمن الماضي.. أهازيج العرضة السعودية دوت بالمكان فاضطربت الآذان وكان العلم الأخضر يرفرف راية خفاقة بأيدي الرجال الذين رقصوا بالسيوف وهم يرددون كلمات الوفاء والثناء لمؤسس الكيان. وسط مساحة خضراء ملئت بالحشود البشرية والقلوب الزكية.. تلحظ عيونا تقرأ فيها علامات الرضا والفرح والسعادة.. هم أبناء المحافظة وزوارها كانوا في شوق لتلك الليلة الذهبية كيف لا!! وهم في شوق ذهبي للقاء أمير اسمه فيصل بن مشعل سكن القلوب.. فالعيون كانت ترقبه!! والأنفس تشتاق إليه وتتفاءل بحضوره!! وهذا ليس بغريب فهو نائب أمير منطقتهم والتي استوعبت قمرين (فيصلين) كلاهما بدر يضيء لهم من خلال الرعاية والتطوير. مساء تاريخي ومهرجان استثنائي شهدت الرس من خلاله لحمة بين الشعب والقيادة والتي شاركت الأهالي أفراحهم.. شاهدت الصغير والكبير يحاول الاقتراب والسلام على سموه والتقاط صورة معه.. والذي بادلهم التحية والابتسامة التي لم تفارق محياه.. والأجمل عندما يقف سموه قاطعاً جولته ليستمع لكلمات عفوية من امرأة بسيطة أبت إلا أن تعبر عن مشاعرها وحاجتها فتلقى من سموه القبول والإصغاء والتفاعل مع مطالبها.. وأرجو أن تكون عدسات المصورين وفقت في التقاط صور صادقة لتلك الحميمية الوطنية الرائعة والجسد الواحد والمشاعر الصادقة. إن هذه اللحمة التي جاءت في جوحار لم تثن سموه من الاطلاع على نماذج من إنتاج الأسر المنتجة والخيمة الصحية ويدفع بكلمات الشكر والثناء والتشجيع.. وحتى المسرح الفكاهي والإنشادي كان له نصيب من هذه الجولة.. ولسان حال سموه يقول: أحسنتم وشكراً لكل فرد منكم. لقد صنعتم المتعة وغمرتم الأطفال بالفرحة.. في الوقت الذي كانت سماء المهرجان هي الأخرى تتزين بألوان جذابة وتشارك أهالي الرس فرحتهم بأميرهم المحبوب من خلال مجموعة من عروض الألعاب النارية بأصواتها الشجية وانفجاراتها المبهرة. إن قصة اللحمة الوطنية في مهرجان صيف الرس 1435ه حكاية ورواية أخرى.. لها فصول ومواقف.. فالأمير يود أن يصافح الجميع ويقترب منهم ويسمع لهم.. وهناك أبناؤه يبادلونه نفس الشعور والإحساس.. لكن الوقت كان لا يكفي وبرنامج المهرجان متواصل ومحطات التوقف عديدة حققت بعض المشاعر.. وارتفاع معيار المحبة بين الشعب وقيادته، والحضوركان كبيراً والتفاعل جميلاً.. وكانت ليلة الذهب بحجم التطلعات لمنظمي المهرجان. وختاماً فإن كلمات الشكر والثناء لا تكفي بحق المنظمين والرعاة والعاملين.. لقد أخرجوا مهرجانا حقق الفائدة الترويحية لفئة معينة والاقتصادية لفئة أخرى.. ولن نقول: إنه حمل درجة الكمال لأنه يبقى عملا بشريا ومن لا يعمل لا يخطئ، وقد يحمل معه بعض الأخطاء والتجاوزات في رأي البعض.. لكن يبقى جهداً يذكر فيشكر.. لذا أدعو القائمين عليه إلى دراسة الإيجابيات وتعزيزها والسلبيات وتداركها. ويسعدني أن أزف بطاقة ذهبية للمحافظ الغالي أبو منصور محمد العساف الذي وقف بجهده ووقته إلى جانب رئيس بلدية الرس المهندس الصغير الذي سهل جميع العقبات وساهم بالخدمات.. أما البطاقة الماسية فهي لعرّاب المهرجان والفرحة الأستاذ خالد محمد الحناكي وحتى نسعد بليلة ذهبية قادمة ومهرجان جديد نقول كل عام وأنتم بخير.. وإلى اللقاء.