علمت بخبر وفاة أمها.. فأردت ان أُعزيها، فاحترت والله! ان بماذا أُواسيها به، أو كيف أبدي ومن أين يكون مبتدئهُ؟ لكني وإن أجهمت المعاني وتلعثمت مني الأحرف و.. لم أجد بدّاً من أنيخ مراكبي عند باب آلامها من هذا الخطب بهذا الخطاب.. الذي بلا نبرات.. سوى صدىً من التوجّع توجسته يعلو شفاهها آتٍ... وهذا عبيره/ أجل... تذهب الدنيا بحلوها ومرها.. ويبقى صداكِ وحدهُ» (الجميل) يا أُمي... فكل من حولك (كلهم) يحبونك لشيء أو غرض لهم عندك.. سوى حبّ الأم غير لأنه خير منهمر لا.. لا ينصرم ولا يهرم كساقية لا تقف وإن وقف الزمان وتهدهد المكان وراح الخليط أو ذابت مشاعر العشير، فقط لأنه نابع منها فطريا لكِ؟ بل إنه لا تشوبه شائبة وإن عللت ولا يعلق به أيّ من علائق الدنيا وإن كللت لذاك أسباباً فالآخرون جمالياتهم حواليك تغدو وتروح سوى ما تكتنزه لكْ ((هي)) لأنه هو الثابت.. النقي.. بل الصافي، كالماء الزلال، وسواه المتحوّل مهما كانت منزلتك عندهُ! ومن ثم خذها تأكيداً.. أن (الحياة لا تقف عند أحد) صحيحٌ ولكن مع كل راحل جزء منّا يرحل، ومع كل موت جزء منا يموت.. أجل فالحياة لا تقف لكنها تنقص..! فهل كثيرٌ منّا هذا العبيرُ حيالها» دعوت الله يا أمي بقلبٍ خالص صافي بأن يبقيك لنا دوما فأنتِ البلسم الشافي لكنها- وكم من آهٍ تتبع هذه ال(لكن) - أنها/ عُمّرت ردحا من الزمن؟ ثم مضت لسبيل ربها.. بوقتٍ صحيح لسنا بحاجةً لرعايتها المباشرة وقد شدّ عودنا وخرج عن الطوق ضلعنا إنما لهو أشدّ ما تكون الحاجةبه/ أن تضمنا بحنان آخر لا يقلّ عنه يوم طفولتنا إليه ألا وهو ب(جمعنا) إلى مجلسها نرتع.. نشبع بأفياءٍ من إطلالتها الزخمة.. المذهلة الوقعِ على قلوب وإن استغنت ببعض الشيء فلا غنى لها عنها بأكثر الأشياء التي لا يعبّر عنها! فبربكم من ذا الذي سيعلل لك أن طلب الماء أو شعر بالجوع.. وبالذات إلى حضن الضلوع الملتهبة من ضنى الدنيا أو في شكايته من أوصابها؟ بل لأن تلكم (لقاءتها) هو بالفعل ما يتمم علينا متعة الدنيا وبهائها.. وبأجمل الصور رحلتْ اليوم..!، فالدنيا عندئذ قد أشاحت لنا -كلنا..- عن وجهٍ قاتم لم نعهده البتة من قبل.. فلا غرو أن قيل عن فئام من البشر لا يتحمّل ذهنها جرعات كُبرى للحقائق الدامية...! فهي عندها تلجأ إلى التكذيب.. أو صرف وجه الحدث إلى ما فيه (منسمُ) منهُ تعزّياً لحالها! او لما هو أدنى من تلكم.. دركةً» بالتسليم غير المتعقّل.. لطماً للخدود وشقاً للجيوب (وقد نهى الشرع) عنها.. ب(كنايه) عن الجزع أو عدم التسليم بأقدار البارئ سبحانه.. كانت هي قبلة قلوبنا ومهوى الأفئدة حين تنشد النقاء أو تأمّل بالصفاء فهي ولا غيرها عذْب تلكم ومغنها كان الغنيّ بالمشاعر التي تعصى على الكلمات وصفها في ألق اجتماعاتنا.. يا الله لكم تسمع لرهفة من صوتها يوم تنادي أو تسأل أو.. وكم يحرّك منّا جمٌّ أحاسيساً إليها بالذات أن كان يتخلل أحاديثنا بيننا نحنُ (أبنائها والبنات) إما/ بدعوةٍ أو تنبيه أو حتى» من أمومتها الكبرى التي تطال الأحفاد وحقهم عليها ب.. لم ابنك متعب أو ابنتك جائعة.. أو علام تلكم مسهدة.. الخ فهي ترمي بالكلام (العتاب) ثم عجب العجاب حين تقوم ومن تلقائها لفعل ما يلزم أم الذود عنهم أمام واجف نزرنا لأبنائنا إذا ما بدر منهم ما يثقل فذاك مكمن آخر مما تبث أو تسارّهم به عنّا يا الله على الأم ولقلبها الكبير الذي بالفعل تحمله، لأنها (مع) أنها مثقلة بأعباءٍ من (روتين) الحياة، فلا تخلط همّ هذا أو التعذير إن بدر تقصير في ذاكا لأنها وهذه الخلاصة» (روحٌ...) ثابتةً، وآرفه بكل عطاء ف..رحماك يا الله لمن رحلت إليك.. وجرحنا شديد وطئهُ إثر ذياك القلب (الكبييييير).