لا يمكن لأي رياضي متابع أن لا يفرح لفوز الفريق الشبابي ببطولة أو لقب أو لا يسعد وهو يحقق منجزا كرويا كبير. فنادي الشباب مختلف بأنه لا يختلف عليه اثنان بالإعجاب به ومحبته، فلكل مشجع ناد يحبه ويتابعه ويتعصب له ولا يتمنى فوز منافسه.. إلا الشباب الجميع يحبه وهذه المحبة انسحبت على منسوبي النادي.. فأصبح رئيس النادي وإداريوه ولاعبوه ونجومه محبوبين أيضاً في كل الوسط الرياضي، فالجميع يشعر أن الشباب منافس شريف وخصم محبوب رغم قوته وشراسته وإسقاطه لخصومه أحياناً بالضربات القاضية. ومن الثابت في المباريات النهائية للبطولات أن الجماهير تنقسم بين طرفي اللقاء بين مؤيد لهذا ومشجع لذاك، إلا عندما يكون الفريق الشبابي طرفا تجد جميع جماهير الأندية الأخرى كلها في صفه وتتعاطف معه فيما لا يبقى للطرف الآخر سوى جماهيره فقط. هذه المعادلة العاطفية لم يستطع حلها لوغاريتماتها سوى الشبابيين، حيث سرها محفوظ لديهم. وقد حظي الفريق الأبيض في نهائي كأس السوبر السعودي بتعاطف المدرج الكروي السعودي كاملا رغم أنه في مدرجات الملعب لم يمنح سوى 30% من المساحة فقط، ولا يضير الشباب أن جماهيريته في طور النمو وشعبيته في مرحلة التوسع والتمدد. فسيأتي اليوم الذي يحتل فيه الليوث مساحات الملاعب كاملة وسيأتي اليوم الذي يعود فيه محبي النادي إلى عشقهم الأول والأصيل بعد ان هجروه إلى أندية مجاورة في مرحلة ضعف وقف فيها الأوفياء المخلصين مع النادي وقفة تاريخية أعادت شيخ الأندية لمكانته العالية وأعادت له مجده الرفيع. وسيعود أولئك لبيتهم وعشقهم رغما عنهم تحملهم قاعدة الحب الأزلية ما الحب إلا للحبيب الأول. وفي (الجزيرة) نحتفل اليوم بالشباب ونحتفي بمنجزه الكبير الذي استهل به الموسم، مثلما احتفينا به بطلاً مع ختام الموسم الماضي، وهو يستحق منا ذلك، فالجزيرة تقدر أصحاب الجهود والمنجزات على ميادين المنافسة الشريفة وترفض ملء الفراغ بجعجعة فجة لمن يعجز عن الوقوف وحيدا ويريد من الإعلام أن يصنع له مجد وهمي، فمن يحقق الإنجاز يفرض علينا تقديره وتثمين منجزه، وما هذا الملحق الخاص إلا بطاقة تهنئة لفخر الوطن على منجزه الكبير متمنين أن يرقى محتواه وما فيه من عمل صحفي لطموحات أبناء الليث وأن يكون معبرا ولو رمزيا عن تقديرنا لما بذلوه من جهد وعطاء نالوا على أثره الكأس الغالية والمستحقة. اليوم نحتفي بالشباب.. وغدا ببطل آخر فلكل مجتهد نصيب من الاحتفاء.. ولن نغضب لو كان المحتفى به غدا هو الشباب أيضاً. فبمثل هؤلاء الأبطال نفرح ونفخر ونحتفي.