تبدو لوحات المحال التجارية في كثير من الاحيان وكأنها سبورات معلقة وقد (شخبط) في بعض اركانها طالب بليد في اللغة والاملاء، دع عنك انتشار اللوحات الاجنبية بشكل ملحوظ. ويُرجع كثير من المتخصصين في اللغة هذه الظاهرة الى اضمحلال الاهتمام باللغة وقواعدها، اضافة الى ما أكدوه من أن “الحقائق تؤكد أن اللغة العربية المعاصرة ضعيفة المشاركة في صنع مفردات الحضارة الحديثة مقارنة باللغة الإنجليزية؛ والسبب في ذلك يرجع بكل بساطة للتفوق العلمي والعملي الذي يتمتع به أهل اللغة”. الأخطاء في كل مكان وفي نظر هاني المطوع المتخصص في اللغة العربية: “لا يكاد يخلو شارع من شوارعنا من أخطاء لغوية واملائية نشاهدها على الطرقات أو في اللوحات الاعلانية أو في لوحات المحال، لدرجة أننا نشك هل نحن بالفعل نسير في طرقات بلد عربي”. ويعتبر المطوع ان كثرة الاخطاء “أمر مؤسف حقا فلو كان اي من هذه الأخطاء في دولة أجنبية لقامت الدنيا ولم تقعد؛ وذلك لاعتزازهم الشديد بلغتهم؛ الأمر الذي يجب أن يكون في مجتمعاتنا العربية”. مثار للسخرية! ورغم ان محمد العجمي - طالب بالمرحلة المتوسطة - يعتبر نفسه احد الطلبة المميزين في مادة اللغة العربية، الا انه يؤكد عدم استطاعته التحدث بها يوما من الأيام: “عندما أشاهد المسلسلات القديمة الناطقة بالفصحى، ينتابني شيء من الضحك. ومن ناحيتي لا أتوقع يوما من الأيام أن أتحدث اللغة الفصحى بطلاقة؛ لأنني بصراحة لم أشاهد طوال حياتي من يتحدث بها سواء في المنزل أو المدرسة”. في هذه الاثناء لا يُخفي عبدالكريم أحمد - طالب في المرحلة الابتدائية امنيته الكبيرة في ان يجيد اللغات الأجنبية التي توفر له في المستقبل أفضل الوظائف والمراكز الإدارية، أما من ناحية الحديث باللغة الفصحى فيقول: “أنا أرى أن الحديث باللهجة العامية كافٍ حيث أخشى أن أكون مصدرا للضحك والتندر من قبل زملائي. ظاهرة مقلقة ويعزو عايض بن طمسان - معلم للغة العربية - ظاهرة انحسار الاهتمام بفهم الفصحى، الى ما تواجهه الامة في العصر الحالي من الضعف والانهزام: “وعلى ذلك يبني المفكر العربي الشهير ابن خلدون رأيه القائل بسيادة ثقافة القوي”. في حين يطالب محمد الغامدي - معلم للغة العربية - الجهات المعنية بثقافة المجتمع ورجالات اللغة بالعمل بقوة للعودة إلى لغتنا والمحاولة للوصول إلى أقصى قدر لتفعيل استخدامها في كافة مناحي حياتنا اليومية والإفادة من كنوز هذه اللغة”.