تعقيباً على ما يُنشر في الجزيرة عما يدور في سوريا منذ ثلاثة أعوام ونيف أقول إن بلاد الشام بلاد عرفت بالخيرات والإنتاج الزراعي المميز أجواؤها صافية وعليلة كانت من الخيارات المفضلة لشعوب دول الخليج لقضاء عطلة الصيف حتى الصحارى فيها كانت تضج بآلاف البوادي والرعاة. وفي السنوات القليلة الماضية ابتليت بالجدب وقلة الأمطار وتلاشت المحاصيل الزراعية وتقلصت الثروة الحيوانية فيها فهبت دول الخليج وخصوصاً المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة بأن ساهموا في دعم سوريا بالمشاريع التنموية والمساعدات المستمرة لرفع كفاءة البنية التحتية وعندما بدأت ثورة الشعب السوري التي واكبت الثورات التي سميت الربيع العربي، أراد رئيس سوريا طبيب العيون المصاب بعمى القلب أن يثبت بالقوة لمن حوله أنه هو الزعيم الأوحد وسيبقى إلى الأبد ووجّه أتباعه بأن تكتب العبارة التالية على واجهات الدوائر الحكومية في سوريا (سوريا الأسد حاكمها إلى الأبد) وكأنه من خلال حكمه المستبد الجائر يستطيع أن يبقى مدى الحياة حاكماً لسوريا لقد اتبع سياسة الأرض المحروقة حيث سوى مدناً بالأرض وملأ البيوت بالثكالى والأرامل والأيتام إنه يدمر بلاده شر تدمير ويمكن أن ما حدث في هيروشيما وناجازاكي وما عمله الصرب في البوسنة والهرسك أقل دماراً وبشاعةً مما عمله بشار في بلاده ومن خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية هناك أرقام مخيفة حيث بلغ عدد من بالسجون 350 ألف معتقل و100.000 قتيل واثنين ونصف مليون مشرد داخل الأراضي السورية ونحو مليوني لاجئ في الدول المجاورة تلك الأرقام المعلنة غير دقيقة وما خفيّ كان أعظم. إن جهالتك أيها السفاح ليست بغريبة عليك فقد ورثتها من أبيك السفاح الأكبر الذي ملأ السجون وقتل أربعين ألفاً من سكان حماة في مدة لا تتجاوز الأسبوع في وقت كان الإعلام فيه مصاباً بالشلل أن ما عملته بعد أبيك من أعمال مشينة من هدم للمنازل واستباحة للأعراض وبيوت الله واستهداف المصلين يعد أجندة قذرة سلمت لك من دول فاشلة في إدارة شعوبها مثل إيران وروسيا واستمروا في مساعدتك في تحقيق الجرائم اللا أخلاقية التي تتنافى مع الأعراف الدولية إن بشاعة جرائمك لم يصل إليها حتى أبناء صهيون فأين شجاعتك عندما احتلوا الجولان - وطلبوا منك حراسته. لقد عملت أعمالاً مشينة لم يسبق لأحد قبلك أن عملها حيث سلطت المستأجرين من الشبيحة ليكثروا سفك الدماء في الشوارع ويرتكبوا مجازر الإعدامات الميدانية وهدمت المنازل والمنشآت العامة بالطائرات والمدفعية الثقيلة والصواريخ. لقد اتضح للعيان أنك متجرد من كل الأديان وتقود حرباً عقائدية فبعدما أصبحت أنت وأزلام نظامك مطلوبين للعدالة الدولية فماذا تريد هل تريد أن تفرغ سوريا من أهلها وتعيش فيها وحدك، ثق تماماً بأنها مسألة وقت وستقتل شر قتلة (بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين) يجب أن تعرف أنك نمرٌ من ورق وأن حكمك القائم على جماجم شعبك زائل لا محالة فمن الأفضل أن تترك ما تبقى من بلاد الشام لأهلها ليلملموا جراحهم ويحاولوا ما استطاعوا إصلاح ما دمرته على الرغم من إصلاح ما دمر يحتاج إلى عشرات السنين وأموال طائلة. ختاماً الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل. وهو الهادي إلى سواء السبيل