تراجع سعر خام برنت إلى أدنى مستوياته في أسبوعين أمس الجمعة متجهًا صوب 105 دولارات للبرميل في ظلِّ وفرة المعروض في حوض المحيط الأطلسي وضعف الطلب وهو ما طغى على تأثير المخاوف المرتبطة بالتوترات السياسيَّة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوكرانيا. ويُتوقَّع محللون أن يتجاوز الإنتاج العالمي الطلب هذا العام بينما يزيد المعروض في إفريقيا وأوروبا. وانحسرت بواعث القلق من المخاطر السياسيَّة على إمدادات النفط بالرغم من تصاعد العنف في بعض مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وانخفض سعر خام برنت 50 سنتًا إلى 105.52 دولار للبرميل في الساعة 1045 بتوقيت جرينتش بعدما نزل 5.6 بالمئة في الشهر الماضي مسجلاً أكبر خسائره منذ أبريل نيسان 2013. وتراجع سعر الخام الأمريكي الخفيف في العقود الآجلة 80 سنتًا إلى 97.37 دولار للبرميل بعد هبوط قدره 6.8 بالمئة في الشهر الماضي الذي كان أكبر خسارة شهرية منذ مايو أيار 2012. من ناحية أخرى وحسب وكالة « اف ب» أعلن محللون أن الهجمات التي يشنّها المتمردون ضد المنشآت النفطية في كولومبيا تُهدِّد إنتاج النفط الخام في البلد الذي يحتل المرتبة الرابعة في الإنتاج في أمريكا اللاتينية، وكذلك مصالح المستثمرين. ومنذ بداية العام، استهدفت نحو 39 عملية تخريب البنى التحتية النفطية ونجم عنها إقفال أنبوب النفط الرئيس في البلد طيلة شهرين، في حين يمثِّل هذا القطاع 5 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي. وقالت المحللة في مجال الطاقة لدى شركة «سرفينكو» ماريا اديلايدا فيلاسكيز لوكالة فرانس برس: «سيكون من الصعب تحقيق أهداف الإنتاج إذا استمر الوضع على ما عليه. كان ينبغي أن يتجاوز الإنتاج عتبة المليون برميل في اليوم لبقية أشهر السنة». وأضافت أن «الهجمات أقل عددًا لكنها أكثر قوة». من جهته أقر وزير المناجم والطاقة اميلكار اكوستا بأنه لم يعد بالإمكان بلوغ الهدف الرسمي البالغ مليونًا وسبعة وعشرين ألف برميل في اليوم في 2014. وأقر في مقابلة مع صحيفة بورتافوليو الاقتصاديَّة أخيرًا بأن مسألة الأمن تشكّل «أحد العوامل التي تكبح العمليات»، مشيرًا في الوقت نفسه إلى النزاعات الاجتماعيَّة والتأخير في الحصول على إجازات تتعلّق بالبيئة. وبعد أن شهدت كولومبيا بين 2012 و2013 قفزة حقيقية مع زيادة 6.6 بالمئة، شهد الإنتاج النفطي بعض التباطؤ. حتَّى إنّه تراجع العام الماضي إلى ما دون المليون برميل في اليوم بين آذار - مارس وايار - مايو. وهذه السنة، عمد عناصر من مجموعات مسلحة إلى هدر أكثر من 400 ألف برميل في الطّبيعة، بحسب أرقام وزارة البيئة. وأوضح المحلل لدى شركة «كريديكور كابيتال» سيزار كويرفو لوكالة فرانس برس «يمكن أن يكون ذلك إستراتيجية المتمردين للمفاوضات»، في إشارة إلى المحادثات بين القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) والحكومة التي تجري منذ تشرين الثاني - نوفمبر 2012 في كوبا من دون وقف لإطلاق النار. ويبدو أن هجمات المتمردين تلقي بثقلها أيْضًا على المستثمرين. وهكذا فإن 28 بالمئة فقط من العروض وجدت مستثمرًا لها الأسبوع الماضي أثناء طرح عمليات استغلال عدَّة حقول في المزاد.