مثلما أيام شهر رمضان المبارك حفلت الأيام الثلاثة لعيد الفطر المبارك بمجازر الإسرائيليين التي نفذت في جميع المدن الفلسطينية في قطاع غزة فقد تواصلت (محرقة غزة) وتوشك أن تنهي شهرها الأول دون أن يلوح في الأفق قناعة إرهابيي إسرائيل باكتفائهم من القتل بعد أن وصل عدد شهداء غزة إلى أكثر من 1300 مواطن فلسطيني جلهم من المدنيين. الإسرائيليون من خلال تواصل مجازر غزة أكدوا أنهم أكثر الأقوام إجراماً وارتكاباً للآثام فحتى النازيين الذين يقول اليهود إنهم الأكثر ارتكاباً للقتل في العصر الحديث، فإن الإسرائيليين قد تجاوزوهم في ارتكاب الجرائم، إذ إن جنود هتلر كانت جرائمهم موجهة ضد جنود آخرين مثلهم من دول أخرى وإن نالت شعوب تلك القوات آلاماً وقدموا ضحايا فذلك مرافق للحروب، أما أن يُستهدف المدنيون حصراً، وتكون المستشفيات والمدارس أهدافاً دائمة لغارات الطائرات والقصف المدفعي كما تفعل قوات الاحتلال فعلى الرغم من إعلام منظمة الأممالمتحدة لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قوات الاحتلال بمواقع مدارسها التي تحولت إلى إقامة للنازحين الفارين من جحيم القصف الإسرائيلي، استهدفت قوات الاحتلال وبشكلٍ متعمد مدرسة جباليا الابتدائية للبنات التي كانت تأوي مئات الأسر مما تسبب في مقتل 65 شهيداً وشهيدة جميعهم من الأطفال والنساء. جرائم متتالية تجعل كل إنسان يشعر بالخزي والعار بأنه يعيش في عصر يوجد فيه مثل هؤلاء القتلة الذين خرجوا عن الأعراف الإنسانية وتجاوزوا كل السلوكيات التي تعف حتى الحيوانات عن ارتكابها ومع هذا لم يتحرك المجتمع الدولي ولا منظماته الحقوقية والإنسانية فلم نسمع إلا الشجب الخجول دون التحرك الجاد لتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى المحاكم الدولية لمعاقبتهم عن استهانتهم بالعنصر البشري. وتجاهل الأسرة الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية ضحايا المجازر الإسرائيلية كون المستهدفين من الفلسطينيين العرب المسلمين يؤكد الانحياز البغيض والتعامل بانتقائية مع ما يرتكب ضد قوميات وأتباع أديان بنوعية معينة وكأن الفلسطينيين ليسوا بشراً في حين لو حصلت هذه المجازر في إحدى الدول الغربية أو حتى في إسرائيل لأقاموا الدنيا ولا يقعدوها حتى يردوا بانتقام أشد منه. الصمت الدولي والانحياز وتجاهل ما يرتكب ضد الفلسطينيين هو الذي شجع وسيشجع الإسرائيليين على ارتكاب المزيد من الإجرام والإرهاب.