بقلب مؤمن راض بقضاء الله وقدره وعين دامعة بكت حر الفراق ودعت والدتي نورة بنت علي الزرير - يرحمها الله- يوم السبت الموافق 14-9-1435ه والتي توفاها الباري جل وعلا بعد معاناة مع المرض منذ ما يقارب من خمس سنوات، وحيال هذه المصيبة التي ألمت بي لا أملك إلا أن أقول ما يرضي الرب {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ولا راد لقضائه سبحانه، وأسأله أن يجيرني في مصيبتي، وأن يجعل مقرها جنات النعيم، وقبرها روضة من رياض الجنة، ولا شك أن فقد الأم ورحيلها من الدنيا لا يعوض ولا يمكن أن يملأ الفراغ الذي تركته أي مخلوق مهما كانت مكانته، فهي جنة الدنيا، والنور الذي يظلنا في الدنيا، معروفها لا ينسى، وأفعالها وأفضالها تترى على أبنائها، تحتضن أبناءها وتهتم بهم أكثر من اهتمامها بنفسها وتؤثرهم على كل إنسان بل حتى على نفسها، كم هي عظيمة، وكم هي رائعة ! تسهر ليرتاح غيرها، تكدح وتشقى في الدنيا ليسعد أبناؤها، تقدم الغالي والنفيس في سبيل أن ترى الفرحة والبسمة على وجوه أبنائها، تحرم نفسها كل مرغوب ومحبوب لتقدمه لأبنائها بل لكل من حولها، وهكذا كانت والدتي - رحمها الله -ربتني أنا وإخوتي منذ أن كنا صغارا وتعبت في ذلك حتى أصبحنا ذكورا وإناثا كبارا، ولم يهنأ لها بال ولم يرتح لها قلب حتى رأتنا وقد حققنا لها ما تريد، فلله درها من أم مثالية في كل شيء، طيبة وأخلاقا وكرما وتربية! بكى عليها كل من عرفها حتى من لا يعرفها بكى وتأثر برحيلها، وهكذا الدنيا لابد من الفراق بالموت وتوديع الدنيا دون رجعة، وإن كان من دمعة ندم فهو على تقصيري في حقها رغم أنني أجتهد بالبر بها، والحمد لله على كل حال، وأتمنى وهذه نصيحة محب أقدمها لكل من يقرأ سطوري عبر بوابة جريدة الجزيرة الرائعة من كان والداه على قيد الحياة أن يبر بهما قبل فوات الأوان وقبل أن يرحلا عن الدنيا وحينها يندم فلا ينفعه ندمه بعد أن رفعت الأقلام وجفت الصحف، رغم أن البر لا ينقطع حتى بعد موتهما، والدنيا فرص من يستغلها يجد الراحة والخير العميم من رب كريم، والله أسأل أن يتغمد والدتي بواسع رحمته، ويجمعني بها في جنات النعيم، وشكرا لكل من واساني في وفاتها.