يتقاطر مئات الشباب والفتيات قبل أسبوع من انطلاق أعمال برنامج «إثراء المعرفة» في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض للتسجيل في التطوع في أعمال البرنامج. ويعكس مشهد إقبال الشباب من الجنسين وفي شهر رمضان المبارك تحولا كبيرا في فكر شباب الوطن نحو العمل التطوعي والاجتماعي، وسعيا إلى تطوير الذات والقدرات، حيث تشكل جميع أرجاء الموقع حالياً ورشة عمل كبيرة يتنقل بينها القائمون على برنامج «إثراء المعرفة» التابع لأرامكو السعودية يتناغم معهم المتطوعون في جدة واحد بانتظار انطلاقته ثاني أيام عيد الفطر المبارك. يأتي برنامج «إثراء المعرفة» في إطار ترسيخ قيم العطاء وخدمة المجتمع عبر العمل الميداني كونها من القيم الأساسية في الحضارة الإنسانية، كما يأتي ضمن استراتيجية برنامج إثراء المعرفة التي وضعتها أرامكو لجذب اهتمامات الشباب عبر توفير الفرص الاجتماعية والعملية والاقتصادية لتحفيز الهمم لديهم والسعي الدؤوب نحو بناء المجتمع وفق أسس متينة من المعرفة وبناء الثقة في هؤلاء الشباب لمواجهة التحديات. وقد كانت هناك استجابة كبيرة جدا للبرنامج المطروح وفق ما لمسناه من حماس لدى كل المتطوعين الذين توافدوا منذ الإعلان عن البرنامج، مؤكدين رغبتهم في إثراء قيم العمل وخدمة المجتمع». وقالت الجصاص أن المتطوعين هذا العام يشكل غالبيتهم من الجامعيين ومن حملة الماجستير، إضافة إلى الفئات الأخرى حيث يشكل معدل أعمارهم من 20 - 30 نسبة 60% من المتطوعين من مختلف فئات المجتمع إضافة إلى عدد من المتطوعين من ذوي الإعاقة ومتلازمة داون. ووفقا لمنسقة التطوع في البرنامج فقد بلغ عدد المتطوعين الذين قبلوا في البرنامج 600 متطوع من الجنسين منهم 320 شابة و280 شابا عمل على تدريبهم أربعة مدربين من الرياضوجدة للشباب وأربع مدربات للشابات في برنامج تدريبي مكثف تواصل على مدى أربعة أيام، واشتمل على محاضرات وتدريب على أساسيات التطوع والتعامل مع الجمهور وكيفية العمل تحت الضغوط إضافة إلى تدريب ميداني على التنظيم واستقبال الزوار والشرح بمعدل خمس ساعات يوميا. وقالت منسقة برامج التطوع «وجدنا عددا من التخصصات بين المتطوعين منهم الأطباء والمهندسين ومتخصصين في رياض الأطفال ومتخصصين في مجال الطاقة وفناني رسم»، متوقعة أن يحقق المهرجان نجاحا كبيرا بعد افتتاحه -إن شاء الله- . من جانبه لفت المسؤول عن ملف التطوع خالد الحازمي النظر إلى أن تدريب المشاركين من الشباب يرتكز على صقل مهاراتهم في مجالات التواصل والاتصال والقيادة والعمل بروح الفريق وتقديم المساعدة وخدمات الزوار وإدارة الحشود، وترسيخ قيم العطاء وخدمة المجتمع عبر العمل الميداني كونها من القيم الأساسية في الحضارة الإسلامية وفي كثير من مجتمعات العالم. وشدد الحازمي على أن البرنامج يتضمن عدداً من المحاضرات التفاعلية، فضلاً عن تمارين فردية وجماعية، تحفز ملكة الابتكار في التعامل مع المشكلات وتدريبات محاكاة، إضافة إلى أفلام توعوية وتدريبية, مفيداً أن غالبية المتطوعين استجابوا بشكل مميز لكل البرامج المطروحة التي تدربوا عليها. يقول أصغر متطوع وهو عبد الله عبد العزيز النعام الذي تعرف على البرنامج من خلال والده: «هناك إمكانات هائلة متاحة للمتطوعين وسأشارك متطوعاً في معرض أسماء الله الحسنى وأتمنى أن تحظى أولى مشاركاتي برضى القائمين على البرنامج», مبديا حماسا كبيرا للمشاركة فور انطلاق البرنامج. وفي جانب آخر من مقر البرنامج ينهمك محمد وهو متطوع من ذوي الإعاقة يتحرك على كرسي في الإجابة عن أسئلة زملائه بشأن برنامج إثراء المعرفة، مشيراً إلى أنه كان متابعا جيدا لكل محطات البرنامج، وأنه يأمل أن يكون إسهامه هذا العام دافعا لزملائه من ذوي الإعاقة للمشاركة في مثل هذه المناشط الإثرائية الحيوية.