بالتأكيد أن سنوات الطفرة وما تبعها من تطور في كافة المجالات كانت نقلة كبرى في حياة المواطن السعودي إلا أن البعض قد يرى أن هذه السنوات التي قد يؤرخ لها البعض تخميناً أنها بدأت في أواسط التسعينات حتى أوساط العقد الأول من هذا القرن. سنوات الطفرة صاحبها خمول في توثيق تاريخنا المحلي، كما أن بعض الدوائر الحكومية انتقلت في هذه المرحلة من المباني القديمة إلى المباني الحديثة، وصاحب هذا النقل تخلص من أرشيف ضخم من الأوراق والوثائق والمعاملات التي قد يرى الموظف في تلك الفترة أنه ليس من المهم الاحتفاظ بها لأنها معاملات انتهت وحسم أمرها، إلا أن الباحث في تاريخ هذا الوطن يرى الآن أنه أصبحت لدينا فجوة في تاريخ كثير من الدوائر الحكومية ومعاملاتها ومن شغل مواقعها التي تلي منصب الوزير (على سبيل المثال). كل ما تقدم أعلاه أفكار وخواطر ونقاشات تدور بين الباحثين في تاريخ الجهات الحكومية والرسمية، وهي تستحق أن تجد جواباً شافياً. أين أرشيف الجهات الحكومية من معاملات وغيرها منذ فترة المؤسس وحتى سنوات الطفرة؟ لا أنكر أن في صحافتنا الصادرة في تلك الفترة مادة ثرية، لكني أجزم أنه لو وجد أرشيف هذه الجهات لكان لدينا مادة أثرى وأهم. هذه تساؤلات نطرحها وفي انتظار أن نجد من المهتمين والمعاصرين لسنوات الطفرة جواباً.