ما الذي يشاهده الناس اليوم من خلال هواتفهم المتنقلة؟ سؤال طرحه الكاتب زاش يونس في مدونته في اللنكد ان، وأشار فيه إلى ظهور خدمات نشر اللقطات القصيرة والأفلام من خلال الهواتف المتنقلة في العام 2000م، وتزايدت ونمت مع التطور السريع في وسائل التقنية، وخصوصا في الأجهزة الكفية المتنقلة، وأصبحت المشاهدات من خلال الهواتف المتنقلة مهمة للغاية. وعودة إلى السؤال المطروح، فإن الكثير من المحللين يرون أن هناك خطراً كبيراً على شركات التلفاز بأن يتحول مشاهدوها للمشاهدة من خلال الأجهزة المتنقلة، ومتابعة ما يهتمون به من أخبار أو لقطات طريفة سريعة أو نتاج مباريات وغيرها. هناك جدل كبير بين الناس بأن المشاهدة من خلال الهواتف المتنقلة بدأت تسيطر على السوق، وتسحب البساط كثيراً من المشاهدة من خلال التلفاز، وخصوصاً بين الفئات العمرية 18 - 45 عاماً. والناس أصبحت اليوم تشاهد ما ترغب فيه بشكل سريع من خلال هواتفها المتنقلة بسبب قربها وتوافرها في كل مكان، بعكس التلفاز، كما أن خدمة الواي فاي وتوافر البيانات من خلال الهواتف المتنقلة سهلت المهمة كثيراً. وبحسب الإحصاءات، فإن متوسط معدل مشاهدة الأفلام القصيرة من خلال الهواتف المتنقلة اليومي من خلال اليوتيوب أو أي برامج مشابهة 3 دقائق، والمتوسط المثالي هو ألا يتجاوز دقيقتين، والغالبية لهذا النوع من المشاهدات هي للجيل الجديد الذي ليس لديه الوقت أو الرغبة في متابعة برامج أو أفلام طويلة من خلال التلفاز، بل إن لديه الرغبة والاستعداد لمتابعتها وإن طالت من خلال الهواتف المتنقلة. السوق انفتح على مصراعيه لشركات تقديم المحتوى؛ لتنتج ما يحقق إشباع رغبات هؤلاء المشاهدين، وقامت عدد من القنوات التلفزيونية الشهيرة بتوفير قنوات خاصة بها، تبث ما يطلبه هذا النوع من المشاهدين، إضافة لحفاظها على قنواتها التلفزيونية المعروفة، منها على سبيل المثال ASPN. ولأهمية هذا الأمر، بدأت الجهات التعليمية والمعاهد بالتركيز على هذا الجانب من خلال إنتاج مواد تعليمية قصيرة لطلابها، وبثها من خلال حساباتها في الشبكات الاجتماعية المختلفة. إحدى أبرز الشركات الناشئة الكندية KEEK برزت ونجحت بشكل سريع بسبب فهمها لحاجة المشاهد الجديد، ووفرت لهم أفلاماً قصيرة، لا تتجاوز 36 ثانية، وكسبت كثيراً من المشاهدين، وأصبح لديها قاعدة كبيرة جداً، وبدأت شركات المحتوى تبث منتجاتها من خلالها. كثير من الشركات بدأت تحذو حذوها حرصاً على الفوز بالمشاهدين. الخلاصة: العالم يتغير، والمشاهد الآن أصبح يعيش حياة سريعة، ووقته محدود، فإن كنت مزود خدمة أو مقدم محتوى فعليك بالبحث جدياً نحو ما يشبع رغبات المشاهد الجديد، وهي طريقك للنجاح في عالم اليوم السريع.