تفخر المناطق بأمرائها، وتزدهي الأماكن بروّادها وشخصياتها، ونحن في منطقة القصيم نفخر برجلٍ حكيم، وقائدٍ ملهم هو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ذلك الرجل الإنسان الذي تقف له الأجساد والأقلام احتراما وتقديرا حينما يتكئ بعظمة أفعاله على منظومة عملية اجتماعية. هذا الإنسان الأمير الذي نال ثقة ولاة الأمر بأن يكون رأس الهرم الإداري بمنطقة القصيم أصبح منذ أن وطأت قدماه منطقة القصيم قدوة إنسانية وإدارية فذة يدركها كل من دخل مجلسه أو مكتبه أو هاتفه أو قابله. وإن مما أثار شجوني ما رأيته من سموه الكريم من ذلك الموقف الإنساني النبيل الذي صورته كاميرات الجوال وعرضته وسائل التواصل الاجتماعي حين بادر بتلبية الدعوة من الطفلة أسماء بنت ناشي الرشيدي، المنومة في مركز الأمير فيصل بن بندر للأورام ببريدة، والتي دعته إلى زيارتها في المستشفى بورقةٍ كتبتها بخط يدها الصغيرة تطلب من رجل المنطقة الأول زيارتها والاطمئنان عليها، فبادر حفظه الله - كعادته في المسابقة إلى الخير- وزار تلك الفتاة وسأل عن حالها ورفع معنوياتها ثم أهدى لها هدية قيّمة. إن هذا المشهد الذي لا يتجاوز الدقائق المعدودة لهو درسٌ عظيم في معاني الأبوة الحقة، والمسؤولية العظيمة التي يحملها هذا الرجل الإنسان، الرجل الذي لا زال يعطي بسخاء دون كلل أو ملل، هذا الرجل الذي أعطانا درساً في التعامل مع الجميع، هذا الدرس العملي هو مجموعة محاضرات في الإدارة والقيادة والاهتمام، فجزى الله أميرنا خير الجزاء، ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا الشهر مباركاً عليه، وأن يتقبل منا ومنه صالح الأعمال، وأن يعيننا على تحمل الأمانة وأن يجعلنا عند حسن ظن قادتنا وولاة أمرنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.