لقد بدأ صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد مطلع هذا الأسبوع مهام عمله كرئيسا جديدا للرئاسة العامة لرعاية الشباب بعد صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه خلفا للأمير نواف بن فيصل الرئيس السابق ، والأمير عبدالله بن مساعد رجل ذو خبرة طويلة في النواحي الاستثمارية والرياضية بالإضافة لكونه رجل أعمال ناجح ولديه من العلم الرياضي الكم الكبير وخبرة طويلة خلال عمله على ملف الخصخصة ، وقد استبشر جميع الرياضيين والشباب بهذا الخبر وهذه الثقة الملكية الكريمة بسموه؛ فلا يخفى على أحد أن أكبر مشكلة تواجه الرياضة بشكل عام بمختلف مجالاتها وأنشطتها وأنواعها هي ذلك النقص المالي الكبير ، فكثير من الرياضات في مختلف الأندية والاتحادات الرياضية لا تلقى ذلك الاهتمام كما أن العديد من إدارات تلك الأندية ليس لديها القدرة على جذب الاستثمارات والرعايات ولو بصورة جزئية ، فكثير من الأندية ألغت العديد من الرياضات لعدم توفر المال لتشغيلها ، بل حتى أن أندية الاحتراف وبالرغم من جذب بعضها للرعاة إلا أنها وبكل موسم ما تعاني وبصورة واضحة من النقص المادي والذي قد يكون سببا رئيسيا من أسباب فشلها في تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع ،،، نظرا لأن طبيعة النشاط الرياضي وفي شتى أنحاء العالم قائمة على مبدأ التنافس فيما بين الأندية وبالتالي فإن الحاجة المالية هي العمود الفقري لأي نادي وأي نشاط رياضي وإذا ما توفرت إدارة قادرة على تحفيز الشركات وجذب اهتمامها فإن ذلك سينعكس أثره وبصورة مباشرة على جودة الأداء ، وهذا ما تؤكده التجارب الناجحة للأندية الرياضية في أوروبا وأمريكا ،،، ولعل من أهم الملفات التي عمل عليها سمو الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب هو ملف الخصخصة منذ عدة سنوات وقد تم رفعه للمجلس الاقتصادي الأعلى بعد ما تمت دراسته ووضع له تصور شامل على أفضل وجه وأدق معايير عالمية وقريبا بإذن الله سنرى تطبيق الخصخصة على عدة أندية بعد اعتمادها من الجهات ذات العلاقة ، فالخصخصة ستكون هي الحل الناجح لجميع المشاكل المالية للأندية نظرا لكونها جاذبا مهما لرأس المال فعندما يتم طرح أسهم الأندية بنسب معينة للاكتتاب العام وفق الدراسة سيتم تحصيل مبالغ ممتازة من المكتتبين يتم ضخها في النادي ، بالإضافة إلى عامل مهم جداً كذلك وهو تطبيق العمل المؤسسي الاحترافي بالأندية الرياضية أسوة بالشركات المساهمة عندها سُتقبل الشركات بمختلف أنواعها على رعاية النادي أو بعض الألعاب به أو حتى الدخول بشراكات أو منتجات مع النادي تستهدف الجماهير نظرا لوجود تنظيم يضمن استثماراتها ويحفظ حقوق جميع الأطراف ، وبالتالي سيتم تخفيف الاعتماد على المعونات والتبرعات بصورة كبيرة والتي غالبا ما تكون مشروطة وتؤدي إلى التدخل في الإدارة وبعض الأحيان تقود إلى تضارب المصالح مما يؤثر سلبا على النادي واستقراره، كما أن توفر المال والبيئة الاستثمارية المناسبة سيكون لها دور كبير وفعال في استقطاب الكفاءات الإدارية للعمل سواء في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفروعها وكذلك الأندية فهناك جوانب استثمارية كثيرة يمكن تنشيطها والاستفادة منها لتنمية الموارد عبر الاستعانة بتلك الكفاءات سواء كانت محلية أو عالمية ، فاقتصاديات الرياضة ومنذ عشرات السنين وهي تدرس كعلم في الجامعات العالمية وهي أساس نجاح تلك الصناعة فالرياضة لم تعد كالسابق للترفيه فقط ،،، ويمكننا القول إن ما يتمتع به الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس الجديد لرعاية الشباب كرجل أعمال لديه القدرة على التطوير والتحفيز لجميع العاملين في الرئاسة عبر تطبيق معايير قياس الأداء العلمية سينعكس أثره على جودة العمل وتطوير الأداء ، بالإضافة إلى خبرته العالمية في الاستثمار الرياضي وتجربته في أندية المملكة ومشروع الخصخصة سيكون له الدور الفعال في نهضة البيئة الرياضية واستثماراتها ، فبعد صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء إحدى عشرة مدينة رياضية أسوة بالجوهرة ستكون لدينا بيئة ملاعب متطورة وعلى أحدث طراز ولابد أن يصاحب تلك البيئة المتطورة فكر استثماري محترف يتم من خلاله استثمار تلك المنشآت كي تدر دخلاً على الأقل يكفي لتشغيلها والشواهد العالمية على مثل تلك الاستثمارات للملاعب كثيرة خصوصا في دول أوروبا وعندها لن تصبح تلك المدن الرياضية عبئا على الرئاسة ،،، فالرياضة أصبحت صناعة كما أنها تحتل مكانة عالية في شتى أنحاء العالم ومن أجلها تتنافس الدول بل إنها في بعض الدول تعتبر الدخل الصناعي الثاني وهذا ما يسعى له الرئيس الجديد عبر عودة الرياضة في المملكة إلى أفضل صورة خصوصا في ظل الدعم اللا محدود من قبل مولاي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للشباب والرياضة ، فنرجو من الله كل التوفيق لسمو الأمير عبدالله بن مساعد في مهامه الجديدة وأن تعود الرياضة إلى المستوى الذي يليق بها ،،،