محمد إقبال حرب روائي وشاعر لبناني صدر له ديوان شعر جديد بعنوان «عاشق النسيان» عن الدار العربية للعلوم ناشرون. أولى إصداراته كانت قصة بعنوان «الحقيقة»، أصدر بعدها مجموعة قصصية بعنوان «موت شاعرة». النص في مجموعة الشاعر، لا تنفصل الذات الشاعرة عن حضورها في تأسيس بنيان حيث تعبر الحواس بكليانية راغبة في استدراج المعاني بوساطة الملفوظة الحية القريبة من الذات العاشقة، فيروي حكايتها عبر مشهدية شعرية يضفي عليها نثارات من فكره الشخصي لتشعير العبارة واتساع أفق الرؤية. إنها غواية الشعر التي تستدرج الذي تاب لأجل بدايات جديدة. قصائد خفيفة يرطب نداها الكيان الإنساني بأجمعه، كما تتشابك الدراما بالبطولة في نسيج الكتابة. ولو تصفحنا ما في جعبته كتب الدكتور الشاعر محمد صادق في مقدمته للكتاب: الماسية من كنوز لوجدناه يمتلك الخيال المحلق وهذا ما يحتاجه الشعر، ويمتلك الحوار الأخاذ وهذا ما يتطلبه المسرح، ويمتلك المفردات الموحية وهذا ما يرمي إليه النثر الفني، ويمتلك النغمة والكلام المسجع وهذا ما يتميز به شعر التفعيلة. من هنا نستطيع القول إن من يمتلك الفصحى وأجراسها وألحانها وموسيقاها وأوتار أحرفها كما في (الحقيقة) و(موت شاعرة) يستطيع أن يطير ويحلق في (عاشق النسيان) حتى لكأني به تمخض عن ولادة روحية أنجبت أربعة توائم فنية. وبناء على هذه المعطيات فإنه استطاع من رحم القصة أن يكتب الشعر العروضي الكلاسيكي، وشعر التفعيلة، والنثر الفني والمسرح. ذلك أن الدفق الإبداعي والشغف الفني الهائل والتصوف الروحي في محراب الأدب كان لغماً فجّر في القرطاس أربعة فنون أدبية. إن من يقرأ (عاشق النسيان) سيجد كثيراً كثيراً من اللوحات الروحية الجميلة تنساب في مفردات في غاية الدقة والدلالة، وإذا قلنا إن ولادة الشاعر الأدبية تمخضت بين الشعر والنثر وبين القصة والمسرح وبين النغم التفعيلي المسجع فإنني أتمنى في الولادات الفنية الروحية المستقبلية أن يفرد شاعرنا لكل فن من هذه الفنون ديوانا مستقلا بمعنى أن يُتحفنا بقصائد من الشعر الكلاسيكي العروضي الخليلي، وبقصائد من شعر التفعيلة المنغم وبعمل مسرحي كامل، فإن في مخزونه الكثير الكثير من المترفات الطيبات. وقد أقام الشاعر حفل توقيع لديوانه في قاعة تراث الصحراء في مدينة الخبر السعودية شارع الملك عبدالله بن العزيز يوم الجمعة 6 يونيو الموافق الثامن من شعبان.