استكمالا لمقال الأسبوع الماضي سأعرض مجموعة أخرى من المواقف المحرجة وكيفية التصرف فيها: 7. الموقف السابع: إذا زارك أحدهم في مكان عملك دون موعد ولديك ما يشغلك فإما أن تقول له بلطف: سعدت بك ولكن اليوم لدي ارتباط فحياك الله في الموعد الفلاني, أو تتفق مع أحد زملائك أو سكرتيرك أن يدخل عليكما بعد دقائق من جلوسه ويقول منبها: باقي على موعد الاجتماع عشر دقائق مثلا ! وإن كنت الشخص الزائر فواجبك الأدبي أن تشكره وتعتذر عن البقاء حرصًا على وقته وظروفه التي توحي إليك بأن الوقت غير مناسب الآن وتأخذ منه موعدًا آخر. 8. الموقف الثامن: إذا صادف وكسرتَ أنت أو أحد أطفالك شيئاً وأنت بضيافة أحدهم فحاذر أن تعرض على مضيفك ثمنه فتحرجه؛ بادر إلى الاعتذار منه وحاول أن تقدم له هدية بديلاً عما انكسر توازي قيمته، وذلك في أقرب فرصة. أما إذا كسر زائرٌ بعض أدوات منزلك من غير قصد فلا تظهر ضيقك، بل تظاهر بعدم الاهتمام حتى لا يشعر بهول ما فعل، وقل له: إن كل شيء يمكن أن يعوض لاحقًا. 9. الموقف التاسع: عندما تريد تعرِّف شخصين على بعضهما ونسيت اسم أحدهما! فالاعتراف بحقيقة الأمر هنا أفضل كثيرًا من تجاهل التعريف، وأعتقد أن الخيار الأفضل هو أن تكون صريحًا وتقول: «سامحني لقد نسيتُ اسمك». وتأكَّد أن الآخرين سيعتذرون لك؛ لأنهم يقينًا سبق أن وقعوا في نفس المأزق، وإذا كنت أنت الشخص الذي يجري التعريف به ووجدت المعرف نسي اسمك وقد تملَّكه الإحراج، فساعده على الخروج من ورطته ومد يدك لإنقاذه، وقل مبادرًا: مرحبًا، أنا فلان بن فلان، سررت بلقائك! ومن الحيل اللطيفة التي نستطيع معها تجاوز الحرج الناتج عن نسيان أسماء الآخرين وعن مشقة إعادة السؤال عن أسمائهم، أن نسأله عن كنيته أو عن اسم ابنه الكبير، وذلك لمناداته به والسياق يفهم منه معرفتك بالاسم! 10. الموقف العاشر: عندما يسألك شخص عن عمرك ولا تود الإجابة، ويمكنك هنا أن تجيب بلباقة ولطف، باستخدام إحدى الإجابات الآتية: * كبير بما يكفي لكي أحكم على الأمور. * تجاوزتُ سن الحادية والعشرين منذ مدة. * هل أبدو في سن متقدمة جدًّا؟ (وترفق هذا الجواب بضحكة أو بصمت مطبق). 11. الموقف الحادي عشر: عند السؤال عن ثمن شيء خاص بك ولا تريد أن تفصح عنه: * قل: «لا أتذكر الثمن». * تظاهر بأنك تحاول أن تتذكر ثمنه، دون جدوى. * أجب: «إن كل شيء بات اليوم مرتفع الثمن بعد أن أصبحت المعيشة مكلفة». * بادره بالقول: «دعنا نترك الحديث في الأمور المادية حتى لا نصاب بالإحباط»، مع محاولة لتغيير موضوع الحوار. 12. الموقف الثاني عشر: عندما يسألك فضوليٌّ عن أمر شخصي وبالغ الخصوصية فهناك ردود تتَّسم بالذوق واللطف، ومنها: * إنني لا أفضِّل الحديث في مثل هذه المواضيع. * الواقع أني لا أصرِّح بمثل هذا إلا للوالدة. * تأكَّد أن أقرب الناس لا يعلمون شيئًا عن ذلك! * اسأله بهدوء: هل يهمُّك الأمر؟ * قل بحزم: «سأتحدث معك في أي موضوع ترغب فيه إلا هذا الموضوع». * اعتذر ثم كرِّر نفس الإجابة أو ما يسمى بتقنية الأسطوانة المشروخة، واستخدم نفس كلماتك المختصرة ونفس نبرة الصوت؛ فالمتطفِّلون يخرسهم تكرار سماع نفس الإجابة. 13. الموقف الثالث عشر: دفع الحساب عند الذهاب لمقهى أو مطعم فالقاعدة الخاصة بدفع فاتورة الحساب تقول: إن الشخص الذى يوجه الدعوة هو الذي يقوم بالدفع, وأما ما يخص طريقة استحضار الفاتورة فيفضل تجنب إحضار الجرسون لها إلى المائدة. وإن كانوا أصحابا لا رسميات بينهم فيقسم المبلغ بينهم. 14. الموقف الرابع عشر: عندما تجد في الطعام ما يثير الاشمئزاز !يقول خبراء (الإتيكيت): إن التصرف الصحيح تركه بهدوء ودون إشعار الآخرين أما إذا كان الإنسان في مطعم فيمكنه أن يطلب من النادل تغيير الطبق واستبداله بآخر أما إذا لم يكن مذاق الطعام جيدا فيمكن إخراجه بواسطة وضع الفوطة على الفم دون أن يلاحظ الآخرين. كما توصي قواعد (الإتيكيت) بمغادرة المائدة في حالات محددة منها الإصابة بالكحة أو التعرض لرشح الأنف شريطة أن تكون المغادرة بعد الاستئذان من الجميع. 15. الموقف الخامس عشر: عندما يقصر جرسون مطعم في خدمتك فكيف تتصرف؟ أولا يجب أن تدرك أن من حقك أخذ الخدمة المقدمة لك وخاصة أنك تدفع مقابل لها، ولك طلبها عندما تفقدها بطريقة لا تعرض المطعم فيها للمشاكل. فحتى الشكوى لها قواعد وأصول يجب إتباعها، فينبغي أن يتم ذلك بشكل هادئ لا تلفت انتباه الضيوف الآخرين إليه. ويقول خبراء الإتيكيت: إنه ينبغي أن تتوجه أولا إلى النادل أو مقدم الخدمة والذي ارتكب الخطأ على وجه التحديد وإذا لم يصحح الخطأ من جانبه، عليك بالتوجه بالشكوى إلى رئيس الجرسونات أو المسئول عن حجرة الطعام. ومضة قلم: تذكر أنه لن يموت أحد بدلًا منك؛ لذا فإنه يجدر بك أن تحيا حياتك بنفسك.