إن المواطن الصالح في أية أمة غاية تسعى إليها الأمم، تنهض البلدان بعزائم أبنائها وقوة رجالها الصالحين المخلصين وتفاعلهم الواعي مع التطورات الحضارية في شتى الميادين، وتوجيه ذلك بما يعود على المجتمع بالخير والتقدم والإخلاص للوطن من الوفاء المحمود، وهو عنصر من عناصر المواطنة الصالحة، ومن مكارم الأخلاق ومحاسنها، وإن حبنا لوطننا يجعلنا نخلص له ليظل قوياً عزيزاً مكيناً. وفي جلسة أخوية مع مجموعة من أبناء هذا الوطن الذين يحملون حبه ويخلصون له ويضعونه في قلوبهم ووجدانهم، كان موضوع الحوار عن دور رجال الأعمال في بناء وطنهم والإسهام في رقيه ونهوضه في مختلف المجالات وشتى الميادين. لقد قامت الدولة في عمل منجزات حضارية كبيرة، وإنشاء البنية الأساسية وبناء الهيكل العمراني والصناعي، وإنجاز الكثير في هذا الميدان على صعيد التنمية والتطوير ضمن خطط الدولة وبرامجها وجهودها التطويرية الشاملة، وواجب رجال الأعمال أن يخصوا بلادهم بمزيد من الاهتمام والحماس والاطلاع بكل ما من شأنه إعطاء البلاد المكانة اللائقة بها وبخاصة في المجالات الاقتصادية والمشاريع الإنتاجية والعمرانية.. وكل ما يحقق إضافة فعلية وكسباً وخيراً للوطن وأبنائه. لقد حظي القطاع الخاص في بلادنا بمزيد من الحرية والدعم والمساندة والتوجيه السليم، مما يحفز رجال الأعمال إلى استثمار أموالهم داخل الوطن واستثمارها في المجالات الاقتصادية النافعة لما لهذا من فوائد كثيرة للمستثمر والمواطن في مجال السكن والسياحة والعمران والمرافق المختلفة في مختف فروع التجارة والصناعة وبناء المدارس والمستشفيات الأهلية وكل ما يسهم في زيادة النشاط التجاري والازدهار الاقتصادي وتوظيف الشباب وتنمية قوة الاقتصاد الوطني وكل ما يدعم الجهود الخيرة لحكومتنا الرشيدة في مختلف الجوانب والقطاعات. وبعد فيجب أن يكون لرجال الأعمال دور بارز وفعال وترجمة ذلك عملياً مع تقدير جهود العاملين المخلصين في هذا الميدان والحريصين على رقي وطنهم وأمتهم وتشجيع كل ما يعود بالخير على وطنهم والتفاني في خدمته ورقيه ومواكبة التطور الشامل والعناية بمجالات الخير وما يحقق الخير والنفع والفائدة للآخرين. فالوطنية الحقة لا تكون بالقول بقدر ما تكون بالفعل والإخلاص في العمل، والصدق في التعامل، والغيرة على المصلحة العامة، والإيثار والنزاهة والإحسان والشهامة والعفة والمحبة والمودة، والبعد عن مساوئ الأخلاق والتعاون على كل خير. ومزيداً من الأعمال الخيرة التي تسهم في بناء البلاد وتطورها ورقيها وازدهارها فنحن في عصر البناء والعمل والعطاء والإنتاج والقضاء على كل السلبيات لتحقيق المجتمع القوي المكين وزيادة الإيجابيات وتنمية الإنتاج والقضاء على كل السلبيات. والله ولي التوفيق،،،