أعلن الجيش الباكستاني أن مقاتلاته شنت غارات جوية فجر أمس الأحد على معاقل المتمردين في شمال غرب البلاد مما أدى إلى مقتل أكثر من خمسين منهم. لكن مسؤولين أمنيين قالوا إن حصيلة القتلى أكبر من ذلك بكثير، مشيرين إلى أن 150 متمرداً قتلوا في الغارات التي استهدفت مقاتلين أوزبك في منطقة نائية في شمال وزيرستان القبلي. وبين القتلى متمردون مرتبطون بالهجوم الذي استهدف الاثنين مطار كراتشي وأسفر عن سقوط 38 قتيلاً بينهم عشرة مهاجمين، وأدى إلى نسف عملية السلام المحتملة بين حركة طالبان باكستان والحكومة. وقال المسؤولون إن الغارات استهدفت منطقة دهقان الجبلية التي تبعد حوالى 25 كلم غرب ميرانشاه، كبرى مدن ولاية وزيرستان الشمالية القبلية التي تعد معقلاً لحركة طالبان وحلفائها في تنظيم القاعدة على الحدود مع أفغانستان. واكد الجيش الباكستاني في بيان «حوالى الساعة الثالثة من أمس (الأحد) استهدفت طائرة عدداً من مخابئ الإرهابيين في دهقان في منطقة دتا خيل في شمال كردستان». وأضاف «هناك تقارير مؤكدة عن وجود إرهابيين أجانب ومحليين في هذه المخابئ المرتبطة بالهجوم على مطار كراتشي». وذكر مسؤول في الاستخبارات أن «عدداً يصل إلى 150 شخصاً قتلوا في الضربات في وقت مبكر من اليوم الأحد. هذه الغارات جرت على أساس تقارير مؤكدة عن وجود أوزبك وناشطين آخرين في المنطقة». وصرح مسؤول أمني آخر أن «عدد الذين قتلوا أكبر من 150». ولم يؤكد الجيش الباكستاني الحصيلة الكبيرة. لكن بيان الجيش قال إن «مستودعاً للذخيرة دمر خلال الضربات»، موضحاً أن «تفاصيل أخرى ستعلن في وقت لاحق» في إشارة إلى احتمال ارتفاع حصيلة القتلى. وتأتي هذه الغارات بعد أسبوع من الهجوم الضخم الذي استهدف مطار كراتشي الدولي (جنوب)، أكبر مطار في باكستان، وأسفر عن وقوع 38 قتيلاً. وأعلنت حركة طالبان الباكستانية والحركة الإسلامية في أوزبكستان أن مقاتلين أوزبكيين شاركوا في الهجوم. وأدى الهجوم الجريء على مطار العاصمة الاقتصادية للبلاد إلى إجهاض مساع كانت تجري لإطلاق مفاوضات سلام بين حركة طالبان وإسلام أباد. كما أدى الهجوم إلى زيادة الضغوط على الحكومة المركزية لشن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في ولاية وزيرستان الشمالية التي تعد معقلاً لطالبان. وبعد الهجوم شنت الولاياتالمتحدة الأربعاء غارتين بطائرتين من دون طيار في هذه المنطقة، في أول هجوم من نوعه منذ مطلع العام. وأدت الغارتان إلى مقتل 16 متمرداً على الأقل، كما أعلنت السلطات المحلية في المنطقة القبلية في وزيرستان الشمالية، معقل حركة طالبان وغيرها من الحركات المرتبطة بتنظيم القاعدة. وكانت الولاياتالمتحدة علقت غارات الطائرات بدون طيار في باكستان في كانون الأول/ديسمبر 2013 بطلب من إسلام أباد. وفي اليوم نفسه شنت الطائرات الباكستانية ضربات جوية على شمال وزيرستان مما أدى إلى سقوط 25 قتيلاً على الأقل. وتضاربت المعلومات حول هوية القتلى. لكن مسؤولاً أمنياً في ميرانشاه صرح لفرانس برس أن مقاتلين أوزبك استهدفوا في الغارات. وقال إن «مقاتلين أوزبك تجمعوا في المنطقة ليستريحوا عندما استهدفتهم الطائرات». وتحت ضغط عمليات القصف وشائعات عن هجوم بري وشيك للجيش، فر عدد من الجهاديين الأجانب سراً من ملاذهم في شمال وزيرستان في الأسابيع الأخيرة في ما قد يشكل أحد أكبر معاقل القاعدة في المنطقة القبلية في باكستان.