قرأت في العدد 15226 ليوم الجمعة 8-8-1435ه موضوعاً بعنوان: (سعودة سوق الخضار في الباحة تكتمل 100%)، وأقول إن الشباب السعودي في الآونة الأخيرة لا يجد فرصة ليكتسب منها معاشه، فجميع الفرص قد أغلقت وانسد الأفق أمامه، وكلما طرقَ طريقاً يلتمس فيه رزقاً وجده في النهاية مقفلاً أمامه بعمالة لا تُبقي ولا تذر فتاتاً لغيرها، فجميع المجالات والفرص مقفلة من موكيت ودواليب ونجارة وعطارة وجزارة وسباكة وكهرباء وخرداوات ومحلات زراعية ومشاتل، كلها فرص ممتازة للعاطلين ولكن العمالة الوافدة قد أمسكت بها والويل لمن يقترب فهو محارب من الجاليات التي تمسك بالسوق، فالموزع لا يقف عنده وفي النهاية سيخسر بلا شك ويهرب، وإن قاوم دفعوا إيجاراً مضاعفاً للمالك حتى يخرجه ويجلسوا مكانه وهكذا.. إن الشباب رهين المحبسين.. البيت ولوم المجتمع، وحالهم كما قال الشاعر: ألقاه في اليمّ مكتوفاً وقاله له إياك إياك أن تبتل بالماء إن الخيرات متوفرة والمجالات كثيرة ولكنها مغلقة أمام الشباب السعودي وينطبق عليه قول الشاعر: كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول إن الفرص الموجودة تريد من وزارة العمل الحماية حتى يدخلها الشاب السعودي، فمثلاً محلات نسخ المفاتيح قصرت على السعودي ونجح فيها نجاحاً ملحوظاً وكذلك الخضار نجح فيه في المناطق التي فعّلت القرار كالباحة مثلاً والقصيم، أما غيرها بحكم مشاهداتي لعدد من المناطق رأيت أسواق الخضار يديرها عمالٌ أجانب مثلاً والقصيم أما غيرها بحكم مشاهداتي لعدد من المناطق رأيت أسواق الخضار يديرها عمال أجانب بدون شهادات صحية أيديهم والماء الذي يستخدمونه ملوث يمسحون حبات الخيار والطماطم بأيديهم ويضعونها أعلى الصناديق، لذا فإني أهيب بمديري فروع وزارة العمل تفعيل قرارات وزارة العمل كما فعل في الباحة مديرها .. فالشباب إذا تُركوا أصبحوا للفراغ وللحاجة ضحية فينحرفون.. كذلك مكتسباتنا ومواردنا المالية تخرج لغيرنا ولن تعود ثانية، أما إذا حميت الأسواق توطنت بالسعوديين وانشغلوا بتجارتهم وبما ينفعنم وفتحوا بيوتاً وتزوجوا وقلّت السرقات والانحرافات. إن تفعيل القرارات أمانة طوقت أعناق مديري وزارة العمل بالمناطق بها، فالشباب أبناؤكم نريد منكم تفعيلها بالأمر الذي يضع النقاط على الحروف وليس بجهد شخصي ومشقة اللهم فقط تطبيق القرارات وتفعيلها من خلال لجان التوطين أو حتى ممن تختارونهم من إدارتكم.. إن هذا الكابوس المخيف وسيطرة الأجانب على الأسواق لن يستمر إلى الأبد ولكن ليكن منكم لتكسبوا أجر شبابكم وتُرضوا ضمائركم، فالإيجابيات من التطبيق لا حدود لها ولتركه سلبياً لا حدود لها .. لقد رأينا الشباب يبحث لاهثاً تارة يبيع الحبحب على الطرق تحت لهيب الشمس المحرقة.. وتارة يبيع الحطب في الشتاء القارس ويبيع التمر بأبواب المساجد ونراهم الساعات الطوال على مكائن المحاسبة في المحلات التجارية رغم الأجر القليل والوقت الطويل. إن من يطلق عليهم الكسل واللامبالاة الأجانب المتستر عليهم وكذلك الذين يوضع بأيديهم حفنة من الريالات آخر الشهر مقابل التستر .. إن الشباب يقابلون أعاصير هوجاء لا قبل لهم بها وظروفاً متكالبة عليهم في سبيل البحث عن رزقهم ولا مخرج لهم إلا بالحماية من العامل الوافد (المتستر عليه) وغير ذلك سترميهم الرياح في أودية سحيقة ليبقى الأجانب ومن تستر عليهم يستنزفون أموالنا ويعطلون شبابنا ونحن نعالج الأعراض وليست الأمراض تارة وتركهم تارة ونرمي شبابنا بالكسل تارة.. إن شبابنا لن يستطيع العوم في مجال التجارة والبرك مليئة بأناس أهل خبرة وتجارة ببلادهم.. إن الحل الوحيد يبقى للأبد هو الحماية وذلك بمنع الأجنبي بالتدريج عن البيع بالمحلات لنستقطب شبابنا ويبقى سمننا بدقيقنا.. هذا والله من وراء القصد.