كتب د. سعيد المليص: قصة رفض الخويطر تخفيض رواتب المعلمين، وهي من أشهر قصص الوزير د. عبدالعزيز الخويطر يرحمه الله دفاعاً عن المعلم وعن سلم الرواتب عندما قال الخويطر كلمته المشهورة: ما حصل عليه المعلم من تقدير لا يجوز الأخذ منه أبداً وعليكم تدبير أموركم بأي طريقة أخرى غير مكتسبات المعلم. (مقال نشره د. سعيد المليص الأسبوع الماضي) إذا كان للوزير عبدالعزيز الخويطر قصص فإن لمعالي د. سعيد بن محمد المليص - المعلم والمدير العام ووكيل الوزارة وعضو مجلس الشورى ونائب الوزير السابق -أكثر من حكاية، فقد خدم د. المليص في التعليم معلماً وإدارياً ومسؤولاً لمدة تجاوزت (60) سنة تنقل فيها من جبال الباحة وعسير أعالي السروات وبطون أودية تهامة وتنقل في أروقة وزارة المعارف ووزارة التربية والتعليم فيما بعد بين إدارتها ومع قياداتها في ذلك الزمن: الأمير خالد بن فهد، الأمير محمد العبدالله الفيصل، د. سعود الجماز، سعد أبو معطي، إبراهيم الحجي وأخيراً معالي وزير التربية السابق د. عبدالله العبيد. عاش تطورات التعليم من أبرزها إدخال الرياضيات الحديثة في التعليم العام وتجارب الثانويات: الثانوية الشاملة والثانوية المطورة وثانوية التخصصات العلوم الطبيعية والإنسانية وثانوية المقررات، وخفض الحصص من (28) إلى (24) حصة، والبرامج والمراكز التكميلية لخريجي معاهد المعلمين الابتدائية والكليات المتوسطة حتى انتهت بكليات المعلمين والمعلمات ثم برنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم. إذن د. سعيد المليص أحد أهم ذاكرة التعليم الذي عاصر وزراء التعليم منذ عام 1395ه وشارك في صنع العديد من القرارات المفصلية والحاسمة في مسيرة التعليم. ففي السنوات الأخيرة تقلد أعلى مناصبها قيادات من خارج مجال التربية والتعليم ليست لهم خلفية في مسيرة التعليم العام إلا ما تلقوه في المدارس في زمن مبكرة من تعليمهم، ولا علم لهم بالمراحل التي مر بها التعليم الذي أخضع خلال (40) سنة الماضية إلى تجارب عديدة، فكل وزير له تجاربه وجراحاته، فلا المعلم يهدأ ولا الطالب يهدأ على حال من تجارب أكاديمية إلى إدارية وتنظيمية. ومن أجل أن يستقر التعليم الذي أجهد من كثرة التجارب غير الناضجة من الأفضل إعداد ملخصاً مختصراً لأبرز جوانب مسيرة التعليم وبرامجه وتجاربه وما مر به من تطوير لتطلع القيادات الحالية ممن هم خارج قطاع التعليم المكلفة بإدارة دفة الوزارة تطلع على ما تم من تطوير وتجريب، يتم ذلك عبر الاستعانة بالدكتور سعيد المليص ومعه خبرات تعليمية سابقة بوضع ملخص على شكل دليل إجرائي عما تم عمله خلال السنوات الماضية ليكون أحد الأدوات التي تساعد القيادات الجديدة أثناء شروعها في تطوير التعليم بدلاً من التجريب الذي أنهك وأجهد الطالب والمعلم والإدارة المدرسية وكلف الدولة المليارات.