أفادت مصادر أمنيَّة وطبية عراقية عن أن عشرات الأشخاص أصيبوا بجروح بانفجار ثلاث سيَّارات مفخخة استهدفت مناطق في ثلاث محافظاتجنوب البلاد وانفجرت سيارة مفخخة كانت مركونة قرب حسينية الإمام المنتظر في ناحية الإسكندرية شمالي محافظة بابل، كما انفجرت سيارة مفخخة كانت مركونة قرب سوق شعبية في محافظة النجف ممّا أسفر عن إصابة عشرة أشخاص بجروح، فيما انفجرت سيارة أخرى في منطقة الشامية في محافظة ذي قار من دون معرفة حجم الخسائر البشرية والمادِّية. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت الأحد عن أن نحو 800 شخص قتلوا وأصيب 1904 أشخاص بجروح في شهر مايو أيار الماضي في أعمال عنف في أنحاء العراق ماعدا محافظة الأنبار، إلى ذلك أفادت مصادر أمنيَّة وطبية عراقية أخرى عن أن عددًا من الأشخاص سقطوا قتلى وأصيب العشرات بجروح غالبيتهم من النساء والأطفال بالقصف «العسكري» الذي تتعرض له مدينة الفلوجة غرب العاصمة بغداد واستهدف القصف بصواريخ الطائرات والبراميل المتفجرة وقذائف المدفعية منازل في عدد من أحياء مدينة الفلوجة مخلفًا 22 قتيلاً من بينهم 12 طفلاً، و5 نساء، وخلّف أيْضًا 36 جريحًا بينهم ثلاثة أطفال، وثلاث نساء» وكانت الحكومة العراقية قد نفت في ال12 من شهر مايو أيار الماضي استخدام قوات الجيش «البراميل المتفجرة» في قصف مناطق في محافظة الأنبار خلال العمليات العسكرية الجارية هناك وكما طال القصف أحياء الشهداء ونزال ومنطقة النعيمية جنوبًا وأحياء الضباط ودور الإسمنت وسط الفلوجة وحي الشرطة والجغيفي شمالاً وحي الجولان والأندلس ومنطقة ما بين الجسرين». ووصفت المصادر هذا القصف ب»الأعنف» منذ بداية الأزمة وإلى الآن، مشيرة إلى أن الكوادر الطّبية في مستشفى الفلوجة التَّعليمي استنفرت كل قواها وعملت على إسعاف الجرحى وتحوّلت مدينتا الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار إلى ساحة للمعارك الضارية بين متشدّدين إسلاميين مرتبطين بتنظيم القاعدة من جهة وأفراد الشرطة المحليَّة ورجال العشائر الذين تساندهم قوات الجيش من جهة أخرى مما أدَّى لمقتل وجرح مئات المدنيين ويبدو أن الأحداث التي تشهدها محافظة الأنبار ألقت بظلالها على الأوضاع الأمنيَّة في عدد من المحافظات وهي صلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك وبابل ومناطق في العاصمة بغداد، إِذْ بدأت تنذر بعودة العنف والاقتتال الطائفي بين عامي 2006م و2007. من جهة أخرى أعلنت كتلة متحدون رسميًّا انضمامها إلى اتحاد القوى الوطنيَّة «السني» وذلك بعد أقل من أسبوع من إعلان الاتحاد على لسان رئيس كتلة ديالى هويتنا سليم الجبوري ومشاركة ستة وثلاثين عضوًا منهم تسعة عشر من أعضاء متحدون نفسها (أي أكثر من ثلثي أعضائها) وأكَّد المتراجعون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أسامة النجيفي في وقت متأخر من مساء السبت، أنهم جزء من الاتحاد الجديد الذي سيكون بقيادة جماعية تضم صالح المطلك وأحمد عبد الله الجبوري وجمال الكربولي وقاسم الفهداوي وأسامة النجيفي وسليم الجبوري وعبد الله الياور، النجيفي الذي بدا حائرًا عقب إعلان الاتحاد كان قبل ساعات فقط يتأرجح بين الرفض والقبول فكر مليًّا في الفرص الضائعة في حال عدم التحاقه وإضاعته فرصة اقتناص منصب في المستقبل، لم يجد صعوبة في الالتحاق بالقطار بعد موجة انتقادات لاذعة، للحائرين والمتارجحين من جانب ناخبيهم الذين شعروا بخيبة أمل كبيرة والأعضاء من متحدون الملتحقين بالاتحاد محمد إقبال وطلال الزوبعي ووزير الصناعة أحمد الكربولي واثيل النجيفي وفلاح حسن زيدان وأسامة النجيفي أكَّدوا خلال المؤتمر الصحفي الذي حضرته (الجزيرة) أن موقفهم هو عدم القبول بولاية ثالثة لنوري المالكي والقبول بمرشح التحالف الوطني يوم إعلانه. من جهته قال محمد إقبال: إنه يجب أن تكون هناك شراكة تجمع قوائم المحافظات الست مع الكرد والتحالف الوطني، وأكَّد أن ما دار في وسائل الإعلام عن اتحاد القوى الوطنيَّة ليس صحيحًا، وأنه لا يتعدى أن يكون مسارًا تفاوضيًّا لم يصل إلى حد الاتفاق المشترك. بدوره قال النجيفي الذي تنازل عن رئاسة ائتلاف ليصبح واحدًا من تسعة في قيادة جماعية أن المكونات العراقية شريكة في الوطن ولا بُدَّ من احترامها، موقفنا النهائي عدم القبول بالمالكي كما موقف الكرد وكتل أساسيَّة من التحالف الشيعي لكن النجيفي لا يبدو واثقًا من تحالفه مع هذه القوى حين يقول: إن «المعارضة إحدى وسائل الحكم الديمقراطي، غريب جدًا أن يَتمَّ تجاوز رأي المكونات العراقية في أيّ طرح من هذا القبيل، نحن نريد أن نشترك في الحكومة من غير أن يرأسها المالكي.