أنهى مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة برنامجه التوعوي والوقائي في محطته ال(15) في محافظة الرس خلال الفترة من 1-7-1435ه حتى 15-7-1435ه. وكان ضمن برنامج المناصحة الذي نُفّذ خلال تلك الفترة ندوات ومحاضرات وكلمات بعد الصلوات المكتوبة في مساجد المحافظة وجوامعها وخطب في بعض الجوامع، وقام بتنفيذ ذلك أعضاء المركز على اختلاف مستوياتهم، وكذلك تم إقامة ندوات دُعي إليها أئمة وخطباء جوامع المحافظة وما جاورها. هذا، وتم في الأسبوع الأول وفي الأسبوع الثاني من فترة البرنامج في محافظة الرس عقد عدد من الاجتماعات واللقاءات وإلقاء الكلمات الإرشادية والتوعوية على الطلاب والطالبات في مراحل التعليم المختلفة، وكذلك تم توعية منسوبي التعليم في المحافظة بشكل عام. وكان ختام تلك اللقاءات الحفل الختامي الذي أُقيم بجامع الملك عبد العزيز بالمحافظة، والذي تضمن ندوة بعنوان «الأثر الإيماني في القرآن الكريم»، وهو مسك الختام لبرنامج المناصحة في محافظة الرس. هذه المناصحة التي جاءت وفق تخطيط سليم ولتحقيق أهداف تضمنها نظام المناصحة جاءت لغرض قرع الحجة بالحجة، ولمعالجة تلك الأفكار المنحرفة عن جادة الصواب التي ابتُلي بها عدد من أبناء الوطن، خاصة الشباب من الفئات العمرية المتقدمة، الذين أصبحوا مستهدفين وضحية من ضحايا الفكر الضال؛ وبالتالي أصبحوا عوامل هدم وتدمير وترويع في هذا الوطن الآمن المستقر. إن هذه المبادرة الجيدة من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية - وفقه الله - إنما هي لفتة أبوية كريمة وعلاج ناجح - بإذن الله - لإصلاح ذلك الفكر الضال المنحرف عن جادة الصواب، الذي ابتُلي به فئات من شباب الوطن فأصبحوا أداة هدم وتدمير في وطنهم استجابة لأعداء الدين والوطن والمواطن. في لقاء تم في مكتب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - أثنى أحد المواطنين على عمل المناصحة، وقال بالحرف الواحد مخاطباً سمو الأمير نايف - رحمه الله: «إن هذا العمل (المناصحة) لم تُسبقوا إليه يا سمو الأمير؛ لأنه عمل متميز بأهدافه ونتائجه». فقال سموه - رحمه الله: «إننا نود صلاحهم وهدايتهم». يعني سموه بذلك أولئك الموقوفين بسبب ذلك الفكر المنحرف الضال عن جادة الحق والصواب. ويتبيّن من حديث سموه - رحمه الله - الهدف الأسمى من برنامج المناصحة، وهو يهدف إلى معالجة ما لدى أولئك الموقوفين من فكر منحرف وضلال وضياع عن جادة الحق والصواب، ويعمل على رعاية استباقية لما قد يحدث في المستقبل؛ لأن دعاة الضلال والفتنة ما زالوا يبثون سمومهم، ويتصيدون النشء الجديد، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية التي تملأ الفضاء. إن ما حققه برنامج المناصحة من إيجابيات ليدعو إلى الفخر والاعتزاز والدعاء لمن فكر بإنشاء هذه المناصحة، التي تجاوزت السنة الثامنة من عمرها، واستجاب لها أكثر من ألفي موقوف، تمت مناصحتهم وإصلاحهم وتهيئتهم للحياة العامة، وتم الإفراج عنهم. إن هذه الجهود التي يقوم بها برنامج المناصحة من خلال هذه المحطات التي يتنقل من خلالها في محافظات الوطن لتهدف إلى رعاية وتأهيل، وقبل ذلك رعاية استباقية لتحقيق مفهم الوسطية والاعتدال، ونبذ التغريب والأفكار المنحرفة. إن مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية يُعتبر نموذجاً علمياً لتحقيق الأمن الفكري المرتكز على وسطية الإسلام وتعزيز روح الانتماء الوطني، وهذا هدف مهم من أهداف إيجابية تصب في صالح الوطن المواطن.