الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز.. أمير منطقة الرياض السابق.. ونائب وزير الدفاع.. لقد حظي بثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز.. بتعيينه نائباً لوزير الدفاع، ولقد كانت هذه الثقة الملكية الكريمة موضع اعتزاز سمو الأمير خالد بن بندر، وهو الرجل القادر على القيام بالمهام الصعاب.. وأهل لكل ثقة.. ويشرف كل موقع من المسؤولية تسند إليه مهامه.. فهو رجل صاحب خلق رفيع.. وعلم غزير.. وعقل وحكمة.. فقد عرفناه قديماً عندما كان مسؤولاً في وزارة الدفاع.. وعرفناه أخيراً بعد أن تشرف بالقيام بمهمة أمير منطقة الرياض.. عرفناه رجل إدارة.. رجل صاحب حكمة.. وعقل راجح.. يقابل الناس في مكتبه ومجلسه.. ومقابلته للناس في الإمارة كل يوم اثنين ثم أصبحت المقابلة تتم يوم الثلاثاء من كل أسبوع.. يستقبل الناس في الإمارة برحابة صدر.. وبحضور ومشاركة أخيه ونائبه سمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز ويتحدث معهم في أمور المجتمع وقضاياه.. ويترك المجال لمن يريد أن يتحدث في الموضوع المطروح نفسه للنقاش أو غيره من الأمور التي تهم الوطن والمواطنين.. وبعد نهاية الجلسة يتناول الجميع طعام الغداء في الإمارة نفسها في صالة الطعام المهيئة لذلك.... إنه اجتماع أخوي مفيد.. وبعده طعام لذيذ.. ويودع سمو الأمير خالد ونائبه الأمير تركي الجميع بكل ابتسامة ورحابة على أمل اللقاء في الأسبوع القادم إذا لم يتحقق لقاء آخر قبل اللقاء الأسبوعي المقرر والذي يعرفه الجميع من منطقة الرياض وغيرها.... لقد سنَّ سموه الكريم سنة حسنة في هذا اللقاء وهو ما اعتاده أسلافه من الأمراء الكرام.. غير أنه زاد على ذلك بإطعام المجتمعين وتناول الغداء معهم... الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز.. رجل قدم الكثير من الإنجازات والتوجيهات للإدارات والمصالح الحكومية خلال فترة تواجد سموه أميراً لمنطقة الرياض والتي لم تتجاوز الأربعة عشر شهراً أي سنة وشهرين فقط، لكن عطاء الأمير خلال هذه الفترة كان كبيراً.. ومقدراً من جميع أهالي منطقة الرياض. أحب سموه الوقوف على المحافظات والمراكز عن قرب لمعرفة مواقعها وتضاريسها وسكانها.. لأنه يؤمن بالحكمة القائلة «ليس من رأى كمن سمع»، قام سموه الكريم وكان بصحبته سمو الأمير تركي نائب أمير الرياض بزيارة المحافظات.. ثم أتبعا ذلك بزيارة خاصة بالمراكز ليقفا على احتياجاتها ويناقشا متطلباتها وهمومها مع المعنيين بالمحافظات والمراكز.. فعقدا اجتماعات مع المحافظ والأعيان وأعضاء المجلس المحلي والبلدي في كل محافظة.. وكان بصحبتهما المديرون العامون للوزارات في منطقة الرياض.. لتتاح الفرصة لعلاج أو توضيح كل استفسار يطرحه الأهالي حول نقص الخدمات والتأخير في إنجاز المشاريع.. لقد كنت يا سمو الأمير خالد موفقاً كل التوفيق في جولاتك ومناقشاتك لكل الأمور التي طرحت للنقاش.. وبعد أن غادرت إمارة منطقة الرياض وباشرت مهمتك الجديدة نائباً لوزير الدفاع.. لم تنس أهل الرياض وسكانها، لقد كانوا موضع اهتمامك.. وقدمت لهم الرسالة الرقيقة القيمة التي عبرت من خلالها عن عظيم شكرك وافتخارك بكل لحظة عملت فيها لخدمة الوطن.. وما أشرت إليه من مشاعر فياضة حيال الرياض وأهلها وسكانيها الذين غمروكم بالمشاعر الفياضة.. وبمحبتهم وتعاونهم مع سموكم خلال فترة عملكم بينهم والذي ذكرتم بأنه موضع فخر واعتزاز لسموكم.. وما ذكرتموه سموكم بأنكم ستكونون دائماً معهم وفي خدمتهم... هذه الرسالة التي تكرمتم بتقديمها لأهالي الرياض تدل على وفائكم ونبل أخلاقكم.. فأنتم -والحق يقال- الذي غمرتم الرياض وأهلها بمشاعركم وعطائكم.. وزرعتم محبتكم في قلوبهم.. وهذه خصال الرجال العظماء الأوفياء.. يعملون الكثير ويتجردون من ذكره.. ويتطلعون إلى تقديم أفضل مما قدموه.... الجميع يبادلونكم حباً بحب ومشاعر بمشاعر وشكراً جزيلاً على عطائكم، فقد بذلتم ما استطعتم تقديمه من جهود موفقة هي موضع تقدير الجميع.... ونحن إذ نودع سموكم الكريم والألسن تلهج بالدعاء إلى الله عز وجل بأن يوفق سموكم ويعينكم على مهامكم الجديدة والتي أنتم أهلٌ لها.. وإن ما يخفف تأثرنا من نهاية عملكم كأمير لمنطقة الرياض.. ويكون عزاءً لنا في ذلك.. كون القيادة أسندت إلى نائبكم وعضدكم الأيمن أثناء قيامكم بمسؤوليات إمارة المنطقة.. صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز.. فهو أهلٌ لها وقادر -بإذن الله- على قيادة السفينة في الإمارة بالأسلوب والقيادة نفسها التي كان سموكم يسير بها الأمور في الإمارة. وقد أوضح ذلك سموه الكريم في تصريحه الأخير بقوله (لقد تعلمت من سموكم الكريم الشيء الكثير خلال فترة وجود سموكم أميراً لمنطقة الرياض خلال مدة أربعة عشر شهراً)، وكان سموه عوناً لكم في إدارة الأمور في الإمارة.. وكان التعاون والتفاهم سائداً بينكما، وهذا يدل على تفانيكما في خدمة الرياض وأهلها... نكرر الشكر أجزله لسموكم الكريم على عطائكم خلال فترة عملكم أميراً لمنطقة الرياض رغم قصر المدة.. إلا أن العطاء كان كبيراً وكبيراً.... وفي الوقت ذاته نبارك ونهنئ سمو الأمير تركي على الثقة الملكية الكريمة بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض.. فهو خير خلف لخير سلف.. لما يحمله سموه الكريم من خصال حميدة وعقل راجح وإدراك للأمور.. وخبرة في الأعمال الإدارية.. فلا غرابة فهذا الشبل أحد أبناء ملك البلاد وزعيمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. أمد الله في عمره.. فهنيئاً للأمير تركي.. وهنيئاً لمنطقة الرياض وأهلها بوجود الأمير تركي أميراً لمنطقة الرياض.. ونسأل الله العلي القدير.. أن يمده بعونه وتوفيقه.. وأن يحفظ لبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية أمنها واستقرارها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة. وصدق الله العظيم القائل وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ .